عاجل

الشيخ خالد الجندي يكشف عن أعظم رسالة في قصة سيدنا آدم

 الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الاهتمام الأكاديمي بالقصص القرآني أصبح محورًا لعدد كبير من رسائل الماجستير والدكتوراه، خاصة في أقسام اللغة العربية والتفسير، حيث تناول الباحثون بنية القصة القرآنية وأبعادها التربوية والتشريعية والإنسانية، وقدموا فيها دراسات وصفها بـ"الدرر العلمية".

مشروع تبسيط القصص القرآني للناس

وأشار، خلال حلقته من برنامج «لعلهم يفقهون» المذاع على قناة dmc، إلى أن مشروع تبسيط القصص القرآني للناس، خاصة النشء، يهدف إلى إعادة تقديم هذه القصص بعد تنقيتها من الإسرائيليات والخرافات والروايات غير الموثوقة، وإظهار قيمها الحقيقية بلغة مبسطة جاذبة. 

وشبه هذا الجهد بوضع “سكر على الدواء” ليتقبله الطفل، مؤكدًا أن الهدف هو غرس القيم في نفوس الأبناء في ظل ما وصفه بـ"حالة التفاهة" التي يعيشها بعض الشباب نتيجة انشغالهم بمحتوى غير هادف.

وتوقف عند قصة آدم عليه السلام كنموذج، مشيرًا إلى أن القرآن أولى اهتمامًا خاصًا في بدايات القصة بمسألة ستر العورة، باعتبارها جزءًا من الفطرة الإنسانية التي خلق الله عليها الإنسان الأول، واستشهد بقوله تعالى: «فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما»، موضحًا أن ظهور السوءات كان علامة على غضب الله، بينما كان سترها قبل المعصية منًّا من الله ورمزًا للحياء والكرامة الإنسانية.

 التساهل المعاصر في ستر العورات

ورأى أن التساهل المعاصر في ستر العورات، لدى الرجال والنساء، يمثل ابتعادًا عن هذه الفطرة، منتقدًا الممارسات التي تجعل الأبناء يعتادون على اللباس غير اللائق أو المثير، معتبرًا ذلك تنشئة على ما لا يرضي الله ولا ينسجم مع القيم الدينية أو الأخلاقية، مضيفًا:" أن الفطرة تُنكس حين يفقد الإنسان إحساسه بالحياء، وهو ما يميز الإنسان عن الحيوان الذي لا يملك إدراكًا لمعنى العورة من الأصل.

واستشهد العالم بقوله تعالى: «يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم وريشًا»، موضحًا أن الستر في القرآن لا يقتصر على تغطية الجسد فحسب، بل يمتد ليشمل الزينة والوقار والجمال المشروع، ثم قوله تعالى: «يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد» ليؤكد أن العبادة والستر متلازمان، وأن الحياء نعمة ينبغي الحفاظ عليها.

وختم بدعوة الآباء والأمهات إلى ترسيخ قيمة الحياء والالتزام في نفوس أبنائهم، مستذكرًا النصيحة التي تتردد في المساجد منذ الصغر: "استقيموا يرحمكم الله"، معتبرًا أن الاستقامة تبدأ من احترام الفطرة التي فطر الله الناس عليها.

تم نسخ الرابط