عاجل

ما أهمية القصص القرآني في حياتنا؟ الشيخ خالد الجندي يجيب

خالد الجندي
خالد الجندي

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن القصص الوارد في القرآن الكريم يحمل من المقاصد والدلالات ما يفوق حدود الإدراك البشري، مشيرًا إلى أن كل ما يصدر عن الله تعالى خلقًا كان أو أمرًا أو وحيًا، لا يمكن حصر حكمته أو استيعاب مدى فوائده. 

 النعمة الواحدة يعجز الإنسان عن إدراك نهايتها

واستشهد، الجندي، خلال حلقته من برنامج «لعلهم يفقهون» المذاع على قناة dmc بقوله تعالى: «وإن تعدوا نعمة الله لا تُحصوها»، موضحًا أن النعمة الواحدة يعجز الإنسان عن إدراك نهايتها أو بلوغ غاياتها، فما بالنا بآيات القرآن وكلماته التي لا تنفد.

وأوضح الجندي أن النص القرآني نفسه يبين هذا المعنى من خلال آيات متعددة، منها قوله تعالى: «ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله»، وكذلك قوله تعالى: «قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا».

وأشار إلى أهمية التفرقة بين كلمتي "نَفِد" بمعنى انتهى، و"نَفَذ" بالذال بمعنى اخترق ومر، موضحًا أن مواضع الذال المعدودة في القرآن، ومنها قوله تعالى: «يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان»، تؤكد هذا المعنى اللغوي الدقيق.

«نحن نقص عليك أحسن القصص»

وأضاف أن قول الله تعالى: «نحن نقص عليك أحسن القصص» ليس مجرد إخبار عن جمال الأسلوب، بل إعلان عن أن القصص القرآني هو الأكمل والأبلغ والأكثر احتواءً للمقاصد التربوية والتشريعية والروحية، مضيفًا:" فمهما حاول الكتاب والأدباء صياغة قصص بشرية، تبقى محدودة وممتلئة بالحشو، فيما قد تملأ أحداث بسيطة مجلدات كاملة بلا مضمون حقيقي، على عكس القصص القرآني الذي تتداخل فيه العبرة بالحكمة والمعجزة بالتشريع.

وأكد أن الإنسان لو كتب قصة حياته لملأ مجلدات، رغم أن معظم أيامه لا تحمل قيمة حقيقية أو هدفًا واضحًا، بينما كل قصة يوردها القرآن تحمل رسالة تربوية وتوجيهية ودعوة إلى الخير، وتتضمن إعجازًا بيانيًا وتشريعيًا لا يبلغه قلم بشري.

واختتم العالم بالتأكيد على أن قصص القرآن ليست مجرد سرد تاريخي، بل منظومة متكاملة تحمل في كل آية عبرًا لا تنتهي، ودروسًا تمتد بامتداد كلمات الله التي لا تنفد، وأن إدراك هذه الحقائق هو الطريق لفهم عمق الرسالة القرآنية ودورها في بناء الوعي الإيماني والإنساني.

تم نسخ الرابط