17 يومًا على أول أيامه.. ماذا قال الرسول عند دخول شهر رجب وكيف نستعد له؟
يقترب شهر جمادى الآخر 1447 من الانتصاف، ويتساءل الكثيرون عن الاستعداد لـ شهر رجب الشهر التالي الذي يعد مقدمة لشهر رمضان المعظم، فماذا قال الرسول عن شهر رجب وكيف نتهيأ له؟
موعد استطلاع هلال شهر رجب
تستطلع دار الإفتاء المصرية، هلال شهر رجب 1447 هجريًا، مع غروب شمس يوم السبت 20 ديسمبر لعام 1447 هجريًا، ومع البحث عن موعد دخول ورؤية هلال شهر رجب نرصد التالي.
موعد أول أيام شهر رجب فلكيا
وفق الحسابات الفلكية فإن موعد شهر رجب لعام 1447 هجريًا، هو يوم الأحد 2025/12/21، حيث يولد هلال شهر رجب مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة الثالثة والدقيقة 45 قبل الفجر بتوقيت القاهرة المحلي يوم السبت 29 من جمادى الآخرة 1447 هجرياً الموافق 20-12-2025 وهو(يوم الرؤية).
كيف نستعد لاستقبال شهر رجب؟
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء إن رجب الفرد الأصم الأصب الحرام يهيئ لنا رمضان، وفي الاستعداد له يقول عبد الله ابن مسعود: (كان يعلمنا خطبة الحاجة كما يعلمنا القرآن) أي أنه كان يعيدها عليهم صلى الله عليه وآله وسلم حتى يحفظوها، يقول فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتلو علينا من سورة آل عمران ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ وهي آية تعد أعظم آية في القرآن من حيث العمل .. كيف لا نموت إلا ونحن على الإسلام؟ ونحن لا ندري متى نموت، وهذا معناه أن الإنسان يظل في ذكر الله سبحانه وتعالى على الدوام حتى إذا ما جاءه الموت وجده على الإسلام.
إذن وكأن الآية تطالبنا ألا نغفل عنه سبحانه وتعالى طرفة عين ولا أقل من ذلك فتكون بذلك أعظم آية من حيث العمل وندعو الله أن يخفف عنا لقصورنا وتقصيرنا وما جبلنا عليه من نسيان وغفلة وندعو الله أن يغفر لنا هذه الغفلة التي تحجبنا عنه سبحانه وتعالى .
وتابع: إذا ما تأملنا في هذه الآية وجدناها وكأنها تأمرنا بأن نحول العادات إلى عبادات، والحاصل في حياتنا ولإلف الإنسان على العمل ولكثرته إذا ما أكثر منه أن يألف العمل فتصير العبادة عادة .. يصلي وينسى في صلاته ويذكر بلسانه وذهنه شارد في أمور أخرى لأن العبادة تحولت عنده إلى عادة.
وتحول العبادة إلى عادة أول الفساد في الأمم لأن العبادة حينئذ لا تؤدي وظيفتها التي أراده الله سبحانه وتعالى لها ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ فنرى المصلي لا تنهاه صلاته لا عن فحشاء ولا عن منكر لأنه قد حول العبادة إلى عادة. وهنا في هذه الآية العظيمة يأمرنا ربنا سبحانه وتعالى بمقاومة أنفسنا لا في أن نؤدي العبادة على وجهها وحسب بل أيضا أن نحول العادات إلى عبادات.
وشدد: تميز السلف الصالح والصحابة الكرام بأنهم استطاعوا أن يحولوا العادات إلى عبادات وذلك لما صدروا في أنفسهم قول الرسول المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) فجعلوا نياتهم جميعا لله سبحانه وتعالى جعلوا نياتهم جميعها لله سبحانه وتعالى في حلهم وترحالهم .. في قولهم وسكوتهم .. في تركهم وفعلهم حتى صاروا عبادا ربانيين إذا ما مدوا أيديهم إلى السماء (يارب) استجاب الله لهم، فهل يمكن أن نهيئ نفسنا لرمضان وأن نتقي الله حق تقاته وأن ننقل أنفسنا بإذنه من دائرة سخطه إلى دائرة رضاه وأن نحول عباداتنا إلى إخلاص لرب العالمين وأن ننقل عاداتنا إلى دائرة العبادة له سبحانه وتعالى وحده.
صيام شهر رجب في السُنَّة
مما ورد في صيام شيء من شهر رجب من السُنَّة: ما رواه الإمام أبو داود عن مُجِيبَةَ الباهليَّة، عن أبيها، أو عمها، أنَّه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمَّ انطلق، فأتاه بعد سنة، وقد تغيَّرت حاله وهيئته، فقال: يا رسول الله، أما تعرفني؟ قال: «وَمَنْ أَنْتَ؟» قال: أنا الباهلي، الذي جئتك عام الأول، قال: «فَمَا غَيَّرَكَ وَقَدْ كُنْتَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ؟»، قال: ما أكلت طعامًا إلا بليل منذ فارقتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لِمَ عَذَّبْتَ نَفْسَكَ؟»، ثم قال: «صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَيَوْمًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»، قال: زدني؛ فإن بي قوة، قال: «صُمْ يَوْمَيْنِ»، قال: زدني، قال: «صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ»، قال: زدني، قال: «صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ»، وقال بأصابعه الثلاثة فضمها، ثم أرسلها.
ومنها ما رواه الإمام البيهقي في "فضائل الأوقات" عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ نَهْرًا يُقَالُ لَهُ رَجَبٌ، أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ يَوْمًا سَقَاهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ النَّهْرِ».
أفضل العبادات في شهر رجب
يعتبر شهر رجب فرصة عظيمة للتقرب إلى الله بالطاعات مثل الصلاة، والقيام، والدعاء، والذكر، والصدقة، والعمرة، كما أن الأعمال الصالحة لها أجر عظيم وتتضاعف، قال الله تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ.." (التوبة: 36).
من أهم الأعمال التي يستحب القيام بها في شهر رجب هي الصيام، حيث ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "في الجنة قصر لصوام رجب". وبحسب فتوى لدار الإفتاء، فإنه يجوز صيام شهر رجب سواء في أوله أو آخره، ويعد ذلك من الأعمال المستحبة التي يثاب عليها المسلم.
وفي الحديث روى ابن أبي حاتم عن قتادة قال: "إن الظلم في الشهر الحرام أعظم خطيئة ووزرًا من الظلم فيما سواه".
كما يستحب قراءة القرآن وزيادة التلاوة اليومية، والاكثار من الذكر والاستغفار، كونه غذاء الروح، كما يُستحب الإكثار من قول "سبحان الله وبحمده" و"أستغفر الله"والإكثار من الصدقة.
كما يُستحب في شهر رجب أن يكثر المسلم من التوبة والاستغفار حيث تعتبر فرصة للتطهر من الذنوب والاستعداد لاستقبال شعبان ورمضان بروح نقية.



