مولد السيدة نفيسة 2025 | لقلوب تتجمع الليلة في حب بنت سيدنا الحسن بن علي
تختتم الطرق الصوفية ومحبو آل البيت مساء الأربعاء 3 نوفمبر فعاليات الاحتفال السنوي بالسيدة نفيسة لعام 2025، حيث تشهد منطقة مسجد وضريح السيدة نفيسة بالقاهرة أجواءً روحانية حاشدة، مع توافد آلاف المريدين والزوّار من مختلف المحافظات لإحياء الليلة الختامية في مشهد يجمع بين الابتهال وتلاوة القرآن والمديح النبوي.
وتشارك في الاحتفال عشرات الطرق الصوفية التي تنصب سرادقاتها حول المسجد، فيما تُقام حلقات الذكر حتى الساعات الأولى من الفجر.
وفي هذه الأجواء المفعمة بالروحانية، يتجدد استحضار سيرة السيدة نفيسة، إحدى أعلام آل البيت، التي مثّلت حياتها صفحة مضيئة في تاريخ العلم والزهد والتقوى.
من هي السيدة نفيسة؟
السيدة نفيسة بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وُلدت في المدينة المنورة عام 145هـ، ونشأت في بيت امتلأ بالعلم والعبادة. لُقبت بـ "نفيسة العلم" لما اشتهرت به من فقه ومعرفة، حتى كان كبار العلماء يجلسون إليها ويستمعون لعلومها، ومنهم الإمام الشافعي الذي كان يُجلّها ويحرص على زيارتها.
مكانتها العلمية والدينية
برعت السيدة نفيسة في علوم الشريعة والحديث والفقه، وقصدها طلاب العلم من الرجال والنساء. وعُرفت بورعها وزهدها وكثرة تلاوتها للقرآن، كما اشتهرت بجودها وإنفاقها على المحتاجين.
وكانت منارات بيتها العلمية مفتوحة للناس، مما زاد من مكانتها بين أهل العلم والمتصوفة على السواء.
قدومها إلى مصر واستقبال المصريين لها
دخلت السيدة نفيسة مصر عام 193هـ بصحبة زوجها إسحاق المؤتمن، فاستقبلها المصريون بحفاوة كبيرة تقديرًا لمكانتها من آل البيت. ولما عزمت على العودة إلى المدينة ألحّ عليها أهل مصر بالبقاء، فوافقت، وظلت مقيمة حتى وفاتها.
مقامها وضريحها
دُفنت السيدة نفيسة عام 208هـ في دارها التي تحوّلت لاحقًا إلى مسجد وضريح يقصده الزوار من أنحاء مصر والعالم الإسلامي. ويعد مقامها اليوم من أكثر مقامات آل البيت زيارةً في القاهرة، حيث يشهد على مدار العام فعاليات دينية وروحانية، يتصدرها مولد السيدة نفيسة الذي يمتد لعدة أيام ويبلغ ذروته في الليلة الختامية.
أثرها وميراثها الروحي
ما زالت السيدة نفيسة تمثل نموذجًا للورع والزهد والعلم، وتُعد رمزًا روحيًا عند ملايين المصريين الذين يرون في سيرتها مصدرًا للسكينة والإلهام. ويعكس استمرار الاحتفال بمولدها لأكثر من ألف عام عمق الارتباط التاريخي بمقامات آل البيت في مصر.
المولد بين التراث والواقع
يحمل مولد السيدة نفيسة ملامح فريدة تجمع بين الفنون الشعبية الصوفية مثل المدائح وحلقات الذكر، وبين الأنشطة الاجتماعية كإطعام الزائرين وتقديم الخدمات للوافدين من المحافظات. وتتحول منطقة المولد خلال هذه الأيام إلى مساحة احتفالية نابضة بالحياة، تمتزج فيها الروحانيات بالتراث الشعبي المصري.


