آصف ملحم: خطة ترامب لوقف الحرب في أوكرانيا صعبة التنفيذ

حلل الدكتور  آصف ملحم مدير مركز جي اس ام للدراسات أهمية لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، مؤكدًا أن التعديلات التي أدخلها الجانب الأوروبي على خطة الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب لا تعدو كونها شكلية وليست جوهرية.

روسيا توازن أوراقها بذكاء

وقال "ملحم"، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز"، إن روسيا تتقن اللعبة الدبلوماسية وتعرف تمامًا انعكاسات كل بند في الخطة، مضيفًا أن تنفيذ الخطة على أرض الواقع صعب جدًا وسيستغرق وقتًا طويلًا، مشيرًا إلى أن الجيش الروسي تمكن من تحقيق تفوق واضح على القوات الأوكرانية منذ بداية الحرب.

وأوضح أن الولايات المتحدة تشعر بقلق حقيقي من تصاعد قوة روسيا على الجبهة الشرقية، لا سيما مع تشكيل تحالف ثلاثي مؤثر مع الصين والهند، في ظل تحركات موسكو لتعزيز علاقاتها الاستراتيجية بنيودلهي وبيجينج في الصين، بما يشمل المجالات العسكرية والطاقة والاقتصاد.

تعديلات أوروبا بلا قيمة

وانتقد "ملحم" محاولات الأوروبيين تعديل خطة ترامب بما يخدم أوكرانيا، موضحًا أن مثل هذه التعديلات الشكلية، مثل زيادة عدد الجيش الأوكراني المقترح من 600 ألف إلى 800 ألف، لا تغير واقع المعركة على الأرض، إذ أن الجيش الأوكراني لم يعد قادرًا على مواجهة القوات الروسية.

كما رأى أن المطالب الأوروبية بإيقاف إطلاق النار عند خط الجبهة لا تمثل أهمية استراتيجية لروسيا، موضحًا أن المحور الجنوبي في الحرب، الذي يشمل مدن زبروجيا ودنبرو، هو الهدف الاستراتيجي الحقيقي لموسكو، وأن السيطرة على هذه المدن ستدمر البنية الصناعية لأوكرانيا.

بوتين: لا نسعى للحرب مع أوروبا لكننا مستعدون

وعلق "ملحم" على تصريحات الرئيس بوتين بأن روسيا لا تريد الحرب مع أوروبا، مؤكدًا أن مثل هذه التصريحات تهدف أساسًا للإعلام الداخلي الأوروبي، وأن روسيا لم تضع على جدولها أي هجوم مباشر على حلف الناتو، وإنما تركز على حماية سكان الدونباس وتحقيق أهدافها الاستراتيجية داخل أوكرانيا.

وأضاف أن روسيا تمكنت من تحقيق معظم أهدافها الأساسية، بما في ذلك السيطرة على المناطق التي تعتبر سكانها من الناطقين بالروسية، مؤكدة استمرارها في استخدام أوراق الضغط على الغرب لإجباره على البحث عن حل سياسي مستدام.