مرصد الأزهر يستعرض جهوده في مكافحة التطرف وتتبع خطاب الكراهية أمام وفد ست دول
استقبل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، اليوم، وفدًا من أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى، يضم متدربين من ست دول هي: الجزائر، كازاخستان، نيجيريا، الهند، غينيا كوناكري، وغينيا بيساو.
تأتي هذه الزيارة في إطار تبادل الخبرات واستعراض جهود الأزهر الشريف في ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال عالميًا.
مرصد الأزهر يستعرض جهوده في مكافحة التطرف وتتبع خطاب الكراهية
واستعرض المرصد، الذي يعمل من خلال 13 وحدة رصد بلغات مختلفة، جهوده المتواصلة في رصد وتحليل الأنشطة الإرهابية، وعلى رأسها مؤشره الخاص برصد أنشطة التنظيمات الإرهابية في أفريقيا.
كما يضطلع المرصد بمهمة تتبع وتفنيد خطاب الجماعات المتطرفة على شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تتبع ورصد خطاب الكراهية وظاهرة الإسلاموفوبيا في مختلف أنحاء العالم، وتقديم تحليل منهجي ومواجهة فكرية له.
وفي هذا الصدد، رحبت الدكتورة رهام سلامة، المدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بالوفد الزائر، مؤكدة على أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات الفكرية المعاصرة.
وخلال اللقاء، تم تسليط الضوء على منهج الأزهر الشريف، القائم على غرس التعددية الفكرية في عقول طلابه. ويتم ذلك من خلال تدريس مختلف الآراء والمذاهب، وتشجيع الطلاب على بناء عقلية نقدية قادرة على التجديد في ضوء فهم متوازن للنصوص التراثية.
وأوضح المرصد أن خاصية التعددية تلازم الطالب الأزهري منذ نعومة أظفاره، حيث يتعلم رؤية الاختلافات في المسائل الفقهية واللغوية، ويدرك أن كلا الرأيين قد يكونان صحيحين في أحيان كثيرة، مما يجعل العقلية الأزهرية لا تقبل الانغلاق أو التقيد برأي واحد.
كما نوه مرصد الأزهر إلى أهمية البرامج التدريبية المتخصصة والمكثفة التي أعدها الأزهر الشريف للأئمة والوعاظ في مصر وجميع دول العالم، والتي يتم تقديمها عبر أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ.
وتركز هذه البرامج على تفنيد الفكر المتطرف، والتعامل مع القضايا المعاصرة، لا سيما موقف الإسلام الصحيح من قضايا المرأة، والتعايش، والاندماج الإيجابي. ويقدم البرنامج فرصة للأئمة لمعايشة الواقع المصري من خلال زيارة المواقع التاريخية، ورؤية التجربة المصرية في التعايش الإيجابي، حيث "يرى المسلم جنبًا إلى جنب مع أخيه المسيحي"، وهو ما يمثل برنامجًا متكاملًا لنقل الفكر الصحيح.
في الختام، أكدت الدكتورة رهام سلامة أن مرصد الأزهر يمثل حجر الزاوية في استراتيجية المؤسسة الأزهرية العالمية لمواجهة الأفكار المتشددة وترسيخ قيم السلام والتعايش، فإنه باعتماده على 13 وحدة رصد متخصصة وعبر مؤشرات تحليلية دقيقة، لا يكتفي المرصد بمجرد رصد الظواهر الإرهابية أو خطابات الكراهية، بل يتجاوز ذلك إلى تقديم تفنيد فكري ومنهجي مستمد من المنهج الأزهري الوسطي القائم على التعددية الفكرية والتجديد.
وبهذا الجهد المتكامل، الذي يمتد من رصد النشاط الإرهابي في القارة الأفريقية بل والعالم، إلى تتبع ومواجهة خطاب الكراهية ضد الإسلام (الإسلاموفوبيا) في الغرب، ومن خلال البرامج التدريبية المتقدمة التي يقدمها لمعالجة القضايا المعاصرة بهدف غرس العقلية النقدية؛ يبرهن مرصد الأزهر على دوره الريادي والحيوي في صياغة وعي عالمي متوازن، وحماية الشباب من براثن التطرف والانغلاق، ليظل صوت الأزهر هو المرجعية الأصيلة للإسلام الصحيح والمعتدل عالميًا.



