عاجل

وكيل أوقاف بأسيوط يفتتح دورة تدريبية الأولي في تدريس المنهج الأزهري

الدورة التدريبية
الدورة التدريبية بأوقاف أسيوط

نظمت مديرية أوقاف أسيوط اليوم الأحد الموافق 30 نوفمبر 2025م فعاليات الدورة التدريبية الأولى في تدريس المنهج الأزهري  بمشاركة سبعين إماما من إدارتي أوقاف جنوب المدينة وغرب المدينة، في إطار خطة وزارة الأوقاف لتعزيز الكفاءة العلمية والمهارية للأئمة، والارتقاء بجودة الخطاب الدعوي وضبطه بمنهج الأزهر الشريف القائم على الوسطية والاعتدال. 

تجديد أدوات الأداء الدعوي

وجاءت الأجواء  بفعاليات الدورة التدريبية منذ الساعات الأولى حافلة بالرغبة الجادة في التعلم، وروح الانضباط، واهتمام واضح بتجديد أدوات الأداء الدعوي.

 معالجة قضايا المجتمع بميزان الشرع

واستهل اللقاء بكلمة ترحيبية ألقاها الدكتور عيد علي خليفة، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، الذي عبر عن تقديره للأئمة وشكرهم على حرصهم الدقيق على طلب العلم، معتبرا أن هذه الدورات جزء محوري من رؤية الوزارة في بناء إمام يمتلك أدوات المعرفة، وخطابا واعيا، وقدرة على معالجة قضايا المجتمع بميزان الشرع وحكمة العرض.

 وأكد وكيل أوقاف أسيوط  أن العلم هو الأساس الذي تقوم عليه الدعوة، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾، مشيرا إلى أن الفهم العميق للمنهج الأزهري يمكّن الإمام من بيان الحق بالحجة، والرد على الشبهات بأسلوب راقٍ وأصيل.

مبادئ العقيدة الصحيحة

وأوضح “خليفة” أن الدورة تهدف إلى ترسيخ مبادئ العقيدة الصحيحة، وتعميق فهم الأئمة لمباحث الإيمان والتوحيد، وتدريبهم على معالجة الأفكار المنحرفة بمنطق شرعي راسخ، إلى جانب رفع مستوى قدراتهم في تقديم خطاب معاصر يجمع بين قوة الدليل ونعومة الأسلوب ومراعاة احتياجات الناس.

ثم ألقى الشيخ محمد علم الدين، المدرس بالأزهر الشريف، محاضرته المتخصصة في العقيدة، والتي قدم فيها عرضًا متوازنًا وشاملًا لأسس الإيمان، مبتدئًا ببيان معنى التوحيد وركائزه، ودور العقيدة في صناعة وعي المسلم، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ﴾، ومؤكدًا أن العلم بالعقيدة هو أصل كل علم، وأن صحة الاعتقاد تُصلح السلوك، وتؤسس لقيم الرحمة والعدل، وتمنح المسلم قوة في مواجهة الفتن الفكرية. كما أورد حديث النبي ﷺ: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين»، مبينًا أن التفقه في مسائل الإيمان ليس مجرد معرفة نظرية، بل هو نور يستنير به الإمام في توجيه الناس ورد الشبهات وجبر خواطر القلوب.

وتخللت المحاضرة مناقشات علمية دقيقة حول منهج الأزهر في تقديم العقيدة بين النص والعقل، وكيف أسهم هذا التوازن عبر التاريخ في حماية المجتمع من الغلو والتطرف، وفي بناء نموذج ديني واعٍ قادر على الحوار والإقناع، مع الإشارة إلى أهمية الدليل الشرعي في تثبيت قناعات المسلمين وتصحيح المفاهيم المغلوطة.

وتأتي هذه الدورة ضمن سلسلة من البرامج التدريبية التي تعكف مديرية أوقاف أسيوط على تنفيذها لبناء أئمة مؤهلين علميًا وفكريًا، قادرين على خدمة المجتمع، ونشر رسالة الإسلام بروح تجمع بين الأصالة والمعاصرة، والعلم والأدب، والحكمة والبيان.

تم نسخ الرابط