عاجل

جيهان ياسين: "دولة التلاوة" أثبت أن الإعلام ما زال قادرا حين يخلص لرسالته|خاص

الدكتوبرة جيهان ياسين
الدكتوبرة جيهان ياسين

قالت الدكتورة  جيهان ياسين الواعظة بوزارة الأوقاف, إنه  في زمنٍ تتزاحم فيه البرامج وتتسارع فيه الشاشات نحو المحتوى السريع، يظهر برنامج  دولة التلاوة  ليعيد التوازن ويؤكد أن الإعلام ما زال قادرا، حين يخلص لرسالته، على أن يكون منبرا للنور لا مجرد نافذة للعرض, فهو يقدم القرآن بوصفه رسالة تبنى بها النفوس وتُصنع منها القدوة، لا مجرد تلاوة تُسمع.

رؤية تنقل التلاوة إلى مساحة أوسع

وأوضحت الدكتورة جيهان ياسين في تصريح خاص لـ نيوز رووم ,أن برنامج  دولة التلاوة جاء برؤية جديدة تُدرك أن جمال التلاوة ليس في الصوت وحده، بل في الروح والأخلاق. لذلك انتقل إلى مساحة أعمق من البرامج التقليدية، فركّز على اكتشاف المواهب الشابة ومنحها فرصة حقيقية لصناعة جيل جديد يحمل ملامح المدرسة المصرية ويضيف بصمته الخاصة. كما يُقدّم نماذج من الشباب والأطفال يصلحون لأن يكونوا قدوة حسنة لمن في مثل أعمارهم، في زمن تشوّه فيه معنى القدوة الحقيقية.

وزارة الأوقاف راعية التجديد وحارسة التراث

وقالت جيهان ياسين :ولولا تبنّي وزارة الأوقاف المصرية لما ظهرت هذه الرؤية بهذا النضج, فقد قدّمت الوزارة نموذجًا واعيًا يجمع بين حفظ التراث وفتح الباب أمام الشباب، وأثبتت أن العمل الديني حين يُدار باحتراف يمكن أن يخاطب العصر ويحافظ على قيمه. ومثلما كانت مصر عبر تاريخها قبلة القرّاء، تؤكد الأوقاف اليوم أنها قادرة على تجديد مدرسة التلاوة بأسلوب يليق بعظمة القرآن.

تصحيح المفاهيم حول المقامات الصوتية

تابعت واعظة الأوقاف : ورغم النجاح الكبير الذي يحققه البرنامج، تظهر أحيانًا بعض الاعتراضات من فئةٍ تظن أن استخدام المقامات الصوتية في التلاوة خروج عن الوقار أو إدخال ما ليس من التراث القرآني. إلا أن هذا الاعتراض مبني على فهم غير دقيق؛ فالمقامات ليست تزيينًا مصطنعًا، بل هي أداة صوتية تساعد القارئ على أداء الآيات بوضوح وخشوع، وتوصيل المعنى بروح أقرب وأعمق.

وأكدت الدكتورة جيهان ياسين أن كبار القرّاء استخدموا هذه المقامات طوال عقود، من الشيخ الحصري إلى الشيخ عبد الباسط إلى الشيخ مصطفى إسماعيل، لا بهدف الغناء، بل لخدمة القرآن وإبراز جماله. وهذا هو ما يسير عليه البرنامج اليوم؛ أداء منضبط يحفظ الهيبة، مع تمام أحكام التجويد، ليُظهر المعاني دون مبالغة أو تكلّف.

جيل جديد يقرأ بروح المدرسة المصرية

ولفتت واعظة الأوقاف إلى أن البرنامج يمتاز بشباب يقرأون القرآن بثقة وخشوع، ويعكسون روح المدرسة المصرية التي تركت بصمتها على الأمة عقودًا طويلة. إنهم ليسوا مجرد مواهب تُعرض، بل نواة لقرّاء سيكون لهم شأن في المستقبل، يحملون تراث العملاقة ويضيفون إليه بحضورهم الجديد, لافتة إلى أن كل حلقة تمنح المشاهد شعورًا بولادة صوت جديد يضيف للتراث ولا يكرره. فـ“دولة التلاوة” ليس مجرد مادة إعلامية، بل تجربة إيمانية ترد الروح إلى سكينتها وتعيد الصلة بكتاب الله.

بين الموهبة والرعاية يظل الضوء قائمًا

وأوضحت جيهان ياسين أن البرنامج  يمضي في مسيرته مستندًا إلى جيل موهوب ووزارة واعية أدركت أن تجديد الوعي الديني ضرورة ملحّة. وقد أثبتت وزارة الأوقاف بدعمها لهذا المشروع أن العمل الديني يمكن أن يكون حديثًا في شكله، راسخًا في جوهره,ومادام القرآن هو نبع هذه الأمة، وهناك من يرعى قرّاءه ويحفظ رسالته، فإن مدرسة التلاوة ستظل حيّة بصوت شبابها، وضياءً لا ينطفئ في قلوب محبيه.

تم نسخ الرابط