خبير اقتصادي لـ"نيوز رووم": قرارات ترامب ليست مفاجئة

في الوقت الذي كان فيه الدولار هو الملاذ الآمن للبعض، شهدت الأيام القليلة الماضية تراجعًا ملحوظًا، ليُسجل التراجع الأسوأ منذ عدة سنوات، ما أثار العديد من التساؤلات حول تعافيه وعودته للارتفاع سريعًا أم تراجعه بشكل أكبر، في ظل القرارات التي يتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن الرسوم الجمركية.
أسباب قرارات ترامب الاقتصادية
وأكد الخبير الاقتصادي، الدكتور سمير صبري، أن القرارات التي اتخذها ترامب، كانت بمثابة حرب تجارية على العالم سواء على الحلفاء وعلى الدول الغير صديقة للولايات المتحدة من وجهة نظره، وأشار إلى أنه تقريبًا يُغير مفهوم حرية التجارة بأكمله، وعاد لفرض رسوم جمركية مبالغ فيها وإجراءات حمائية؛ تُعيدنا إلى ما قبل حرية التجارة ومنظمة الجات ومنظمة التجارة العالمية.
ولفت الخبير الاقتصادي، إلى أن هذه هي الأسباب من وجهة نظر ترامب والفريق المعاون له، وذلك من أجل إعادة التصنيع إلى أمريكا؛ وإعادة أمريكا قوة عظمى من جديد، وشدد على أن كل ذلك كان له تأثير على البورصات والأسواق وسعر صرف الدولار مقابل العملات الأخرى حول العالم، وخصوصًا اليورو والين الياباني، مؤكدًا أن ذلك كان متعمدًا من إدارة الرئيس ترامب، وليس محض صدفة.
تلاعب الدول في سعر الصرف يرفع الدولار أعلى من قيمته
وأرجع ذلك، إلى أن ترامب والفريق المعاون له يرون أن بعض الدول تتلاعب في سعر الصرف مقابل الدولار، ويصبح بذلك الدولار أعلى من قيمته الحقيقية، وأكد أن هذا يضعف فرص المنتج الأمريكي في النفاذ من الأسواق، وتصبح السلع الأمريكية أكثر غلاء من مثيلتها التي تُصنع في شرق آسيا أو في أوروبا، وذلك ليس من مصلحة الاقتصاد الأمريكي من وجهة نظرهم.
وأوضح "سمير صبري"، أن تعظيم قيمة الدولار بأكثر من قيمته قد يُساهم في استمرار العجز في الميزان التجاري على المدى الطويل، وهذا يدفع الدولة الأمريكية والحكومة للاستدانة، وأضاف: "بالفعل أصبحت أمريكا مدانة برقم ضخم جدًا يتعدى الـ30 تريليون دولار، وأصبحت في دول كثيرة حول العالم دائنة بعد شراء أدوات دين وأذون خزانة، وعلى رأسهم الصين واليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية".
توقعات بمحافظة الدولار على انخفاضه أمام العملات الرئيسية
وأضاف الخبير الاقتصادي: "لذلك هو يرى أن وجود الدولار بمبالغ ضخمة لدى هذه الدول واحتياطاتها وأيضًا شرائها للسندات وأذون الخزانة وشراء الدولار بأعلى من قيمته، ممكن على المدى المتوسط أن يضر بهيمنة الدولار، وأن الدول لا تجد منتج يحمي هذا الدولار ويدافع عنه، وخاصة أنه يعتمد على قوة أمريكا الاقتصادية والتكنولوجية؛ فمن متوقع إنه يُحافظ على انخفاضه أمام العملات الرئيسية مثل اليورو والين الياباني".
محاولات لتعديل سعر صرف اليوان أمام الدولار
وشدد على أن ترامب يحاول مع الصين منذ فترة، وخلال ولايته الأولى، حتى تُعدل سعر الصرف اليوان الصيني أمام الدولار، ويرى أن بكين حاليًا تعمل على تقليل قيمة اليوان، وهذا يؤدي إلى أن سلاحهم يكون أرخص وتنفذ من السوق الأمريكي بشكل أسرع، ولفت إلى أن ذلك أدى لحدوث عجز كبير في الميزان التجاري ما بين الصين وأمريكا.
تصرفات ترامب ليست مفاجئة
ويؤكد "صبري"، أن كل ما يحدث ليس مفاجأة، خاصة أن ترامب منذ ولايته الأولى، وهو يعمل على موضوع الرسوم الجمركية وإعادة أمريكا إلى الصناعة، ولم يستطع بسبب حدوث جائحة كورونا وانتشار الوباء، ولكن كان الأمر آنذاك بنسب صغيرة، إلا أنه حاليًا حدد قيم ضخمة جدًا، وسيكون تأثيرها سلبي على الاقتصاد العالمي وعلى المواطن الأمريكي وقد يدخل الاقتصاد العالمي في مرحلة ركود تضخمي، لأن أمريكا ليست دولة صغيرة ومحرك كبير في التجارة العالمية، ومن أكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم كله.