عاجل

الضغط العسكري أم التفاوض السياسي.. كيف ستتجنب إيران التصعيد؟

إيران
إيران

قالت الدكتورة هدى رؤوف، الخبيرة في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن إيران أبدت استعداداً للدخول في مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، لكنها ما زالت ترفض الشكل المباشر للمفاوضات، مشيرة إلى أن حسابات طهران تركز على استغلال فترة إدارة ترامب لإبرام اتفاق جديد يخفف من حدة العقوبات ويجنبها أي عمل عسكري محتمل.

وأضافت رؤوف، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن إيران تدرك بوضوح النهج المزدوج لترامب، الذي يجمع بين الضغط العسكري والتفاوض السياسي، وهو ما يجعلها حريصة على التوصل لاتفاق لتفادي تصعيد قد يسمح لإسرائيل بالتحرك عسكرياً ضدها.

وحول الدور الإقليمي، أوضحت أن إيران تعتمد بشكل كبير على أذرعها المسلحة في المنطقة، إلا أن هذه الأذرع تراجعت قوتها في السنوات الأخيرة بسبب الضربات الإسرائيلية المتكررة، ما يضعف قدرة إيران على المناورة العسكرية ويزيد من اعتمادها على الدبلوماسية الإقليمية وتحسين علاقاتها مع دول عربية مثل مصر والسعودية والإمارات لتجنب العزلة.

وأكدت أن طهران منفتحة على التنازلات، لكن في حدود ما لا يمس جوهر سياساتها الدفاعية والإقليمية، في حين يسعى ترامب إلى اتفاق أقوى وأشمل من الاتفاق النووي لعام 2015، مدفوعاً بعقلية "رجل الأعمال" الذي يريد أقصى مكاسب بأقل تنازلات.

وفي سياق متصل، صعّدت إيران من لهجتها تجاه الولايات المتحدة وجيرانها في المنطقة، محذّرة من أن استهدافها عسكريًا قد يشعل مواجهة واسعة في الخليج، في وقت أبدت فيه استعدادها لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بشأن برنامجها النووي عبر وساطة سلطنة عُمان.


وقال مسؤول إيراني رفيع، في تصريحات نقلتها وكالة “رويترز”، إن طهران ترفض الانخراط في مفاوضات مباشرة مع واشنطن، لكنها مستعدة للعودة إلى المحادثات غير المباشرة "بهدف تقييم مدى جدية الولايات المتحدة في التوصل إلى حل سياسي"، مشيرًا إلى أن هذه المفاوضات قد تبدأ قريبًا "إذا جاءت الإشارات الأمريكية إيجابية" .


وأكد المسؤول أن إيران وجهت رسائل تحذيرية إلى العراق والكويت والإمارات وقطر وتركيا والبحرين، مفادها أن "أي دعم يُقدَّم لهجوم أمريكي على إيران، سواء من خلال استخدام أراضي هذه الدول أو مجالها الجوي، سيُعتبر عملاً عدائيًا وسيقابل بعواقب وخيمة"، مضيفًا أن المرشد الأعلى علي خامنئي أمر برفع درجة التأهب في صفوف القوات المسلحة.

 

تهديد مباشر للقواعد الأمريكية


في تصريحات متزامنة، نقلتها وكالة "مهر" الإيرانية، قال اللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان الإيرانية، إن إيران “لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي”، لكنها “مستعدة تمامًا لمواجهة أي تهديد”، مؤكدًا أن “كل جهودنا منصبة على تحقيق الردع والدفاع الفعّال وضمان أمن واستقرار المنطقة”.
من جانبه، شدد قائد الدفاع الجوي، العميد قادر صباحي فرد، على أن “القوات الإيرانية، وخصوصًا قوات الدفاع الجوي، في أعلى درجات الجاهزية”، مؤكدًا امتلاك قدرات “تفوق تصور الأعداء”، وأن “أي خطأ في الحسابات من جانب الخصوم سيُواجَه برد حاسم”.


وفي ظل تصاعد التهديدات، قال القائد في الحرس الثوري أمير علي حاجي زاده إن “القواعد الأمريكية في المنطقة ستكون أهدافًا مباشرة في حال نشوب صراع”.


وسبق لإيران أن استهدفت قواعد أمريكية في العراق مطلع عام 2020 ردًا على اغتيال قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني في غارة أمريكية ببغداد.

تم نسخ الرابط