حالة تأهب وجاهزية عسكرية.. إيران تهدد بضرب القواعد الأمريكية وتحذر جيرانها

صعّدت إيران من لهجتها تجاه الولايات المتحدة وجيرانها في المنطقة، محذّرة من أن استهدافها عسكريًا قد يشعل مواجهة واسعة في الخليج، في وقت أبدت فيه استعدادها لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بشأن برنامجها النووي عبر وساطة سلطنة عُمان.
وقال مسؤول إيراني رفيع، في تصريحات نقلتها وكالة “رويترز”، إن طهران ترفض الانخراط في مفاوضات مباشرة مع واشنطن، لكنها مستعدة للعودة إلى المحادثات غير المباشرة "بهدف تقييم مدى جدية الولايات المتحدة في التوصل إلى حل سياسي"، مشيرًا إلى أن هذه المفاوضات قد تبدأ قريبًا "إذا جاءت الإشارات الأمريكية إيجابية" .
وأكد المسؤول أن إيران وجهت رسائل تحذيرية إلى العراق والكويت والإمارات وقطر وتركيا والبحرين، مفادها أن "أي دعم يُقدَّم لهجوم أمريكي على إيران، سواء من خلال استخدام أراضي هذه الدول أو مجالها الجوي، سيُعتبر عملاً عدائيًا وسيقابل بعواقب وخيمة"، مضيفًا أن المرشد الأعلى علي خامنئي أمر برفع درجة التأهب في صفوف القوات المسلحة.

تهديد مباشر للقواعد الأمريكية
في تصريحات متزامنة، نقلتها وكالة "مهر" الإيرانية، قال اللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان الإيرانية، إن إيران “لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي”، لكنها “مستعدة تمامًا لمواجهة أي تهديد”، مؤكدًا أن “كل جهودنا منصبة على تحقيق الردع والدفاع الفعّال وضمان أمن واستقرار المنطقة”.
من جانبه، شدد قائد الدفاع الجوي، العميد قادر صباحي فرد، على أن “القوات الإيرانية، وخصوصًا قوات الدفاع الجوي، في أعلى درجات الجاهزية”، مؤكدًا امتلاك قدرات “تفوق تصور الأعداء”، وأن “أي خطأ في الحسابات من جانب الخصوم سيُواجَه برد حاسم”.
وفي ظل تصاعد التهديدات، قال القائد في الحرس الثوري أمير علي حاجي زاده إن “القواعد الأمريكية في المنطقة ستكون أهدافًا مباشرة في حال نشوب صراع”.
وسبق لإيران أن استهدفت قواعد أمريكية في العراق مطلع عام 2020 ردًا على اغتيال قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني في غارة أمريكية ببغداد.

تفاوض محتمل وقلق من تصعيد إسرائيلي
وفقًا لتقرير نشرته وكالة "رويترز" نقلًا عن مسؤول إيراني آخر، فإن هناك “نافذة زمنية لا تتجاوز الشهرين للتوصل إلى اتفاق”، في ظل مخاوف من أن تقدم إسرائيل على شن هجوم منفرد ضد إيران إذا طال أمد المفاوضات، وهو ما قد يدفع نحو إعادة فرض العقوبات الدولية بشكل تلقائي بموجب آلية “سناب باك”.
وكشف المسؤول أن المرشد خامنئي فوّض وزير الخارجية عباس عراقجي أو نائبه مجيد تخت روانجي لحضور أي محادثات محتملة في مسقط، في حال استؤنفت المفاوضات بوساطة عمانية، المعروفة بدورها التاريخي في تسهيل التفاهمات بين طهران وواشنطن.
ورغم أن إيران تؤكد عدم سعيها لامتلاك قنبلة نووية، إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حذرت مؤخرًا من أن طهران تسرّع من تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهو مستوى يقترب من الاستخدام العسكري.
وبينما شددت إيران على أن برنامجها الصاروخي غير قابل للنقاش، أكدت أنها منفتحة على التفاوض بشأن برنامجها النووي، بشرط توقف التهديدات الأمريكية.
وفي موقف داعم، وصفت روسيا التهديدات الأمريكية ضد إيران بأنها “غير مقبولة”، ودعت إلى ضبط النفس، في وقت تحاول فيه طهران كسب دعم موسكو وسط شكوك إيرانية حيال مدى التزام الكرملين بدعمها، خصوصًا في ظل تقلب العلاقة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب.