خبير صيني: بكين لا تخشى تعريفات ترامب الجمركية وردنا كان حاسمًا (فيديو)

في تحليل سياسي واقتصادي لافت، أكّد الدكتور شو تيانكي، الباحث البارز في معهد تشونغيانغ للدراسات المالية والاقتصادية في الصين، أن بلاده "ليست خائفة من التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، مشددًا على أن رد بكين كان سريعًا، حاسمًا ومدروسًا.
وجاءت تصريحات الدكتور شو، خلال مداخلة هاتفية عبر تطبيق "زووم" على شاشة قناة "القاهرة الإخبارية"، حيث قدّم قراءة متعمقة للتداعيات الاقتصادية والسياسية للحرب التجارية التي اشتعلت بين الولايات المتحدة والصين خلال فترة حكم ترامب.
رد صيني سريع ومدروس
في مستهل حديثه، أوضح الخبير الصيني أن الصين لم تتفاجأ بقرارات الإدارة الأمريكية، بل كانت مستعدة منذ البداية لمواجهة أي تصعيد اقتصادي. وقال تيانكي: "الرد الصيني لم يكن انفعاليًا، بل اتسم بالحكمة والقوة في آنٍ واحد، لقد فرضنا رسومًا مضادة على منتجات أمريكية بشكل فوري، وأرسلنا إشارة واضحة بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي".
وأشار إلى أن القيادة الصينية كانت تدرك أن هذه التعريفات تستهدف زعزعة التوازن التجاري العالمي والضغط على بكين لتقديم تنازلات استراتيجية، وهو ما رفضته الصين بشكل قاطع.
الاقتصاد الصيني أكثر مرونة
وأكد تيانكي أن الاقتصاد الصيني أثبت مرونة كبيرة في مواجهة السياسات الحمائية الأمريكية، لافتًا إلى أن الصين تمكنت من تنويع شركائها التجاريين وزيادة استثماراتها في الأسواق الآسيوية والأفريقية، بما خفف من أثر العقوبات الأمريكية.
وأضاف: "بعض الأوساط الغربية كانت تراهن على انهيار سلاسل التوريد الصينية، لكن ما حدث كان العكس تمامًا. استفدنا من الأزمة في تعزيز قدراتنا الإنتاجية والاعتماد على الذات، وخاصة في مجالات التكنولوجيا والابتكار".
سياسات ترامب قوضت الثقة
انتقد تيانكي بشدة السياسات التجارية التي انتهجها دونالد ترامب، مؤكدًا أنها أضرت بالاقتصاد الأمريكي أكثر مما أفادته، قائلاً: "ما حدث هو أن الأسواق فقدت الثقة، الشركات الأمريكية تضررت، والركود بدأ يتسلل إلى قطاعات متعددة، بسبب غياب الرؤية طويلة المدى واعتماد سياسة المواجهة بدلاً من التعاون".
وأشار إلى أن الحرب التجارية لم تسفر عن مكاسب تُذكر للولايات المتحدة، بل كانت عاملاً رئيسيًا في زيادة القلق العالمي من مستقبل الاقتصاد، ما انعكس في تراجع مؤشرات البورصات العالمية وارتفاع نسب التضخم.

الصين تدعو إلى التهدئة
في ختام حديثه، دعا الدكتور شو تيانكي إلى ضرورة العودة للحوار والتفاوض بين القوى الاقتصادية الكبرى، مشيرًا إلى أن بكين لا تسعى إلى المواجهة، لكنها لن تقبل بسياسات الإملاء أو الابتزاز الاقتصادي.
وشدد: "الصين كانت وما تزال منفتحة على التعاون، لكنها واضحة تمامًا في موقفها: الرد سيكون حاضرًا إذا فُرضت علينا سياسات مجحفة. ما نريده هو نظام اقتصادي عالمي عادل ومتوازن، لا يُدار بالتهديدات".