باحث: دعم فرنسي حاسم للموقف المصري في لحظة فارقة للقضية الفلسطينية (فيديو)

أكد الدكتور محمد عثمان، الباحث في العلاقات الخارجية، أن زيارة ماكرون للقاهرة لا يمكن فصلها عن اللحظة المفصلية التي تمر بها القضية الفلسطينية، حيث أنه تأتي في ظل استمرار العدوان على غزة، وتزايد الضغوط على المدنيين، ومحاولات تهجيرهم من أراضيهم، وهو ما ترفضه مصر جملة وتفصيلًا، مشيرًا إلى أن توقيت الزيارة يعبّر عن إدراك فرنسي لحجم التحديات، وحرص باريس على تنسيق الجهود مع القاهرة وعمان لإطلاق مسار سياسي جديد ينقذ المنطقة من الانفجار.
أوضح "عثمان"، خلال مداخلته الهاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أن الرئيس الفرنسي يدعم المبادرة المصرية التي ترتكز على ثلاث دعائم رئيسية: وقف إطلاق النار الفوري، إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، والبدء في إعادة الإعمار، فضًلا عن أن الموقف الفرنسي يلتقي مع الرؤية المصرية الرافضة للتهجير القسري للفلسطينيين، وهو ما يعد أحد أكثر التهديدات خطورة على مستقبل القضية.
مواقع الدعم الإنساني
وبين أنه من المتوقع أن يزور ماكرون مخازن الهلال الأحمر ومطار العريش، حيث تتكدس المساعدات التي لم يُسمح بإدخالها إلى غزة منذ أكثر من شهر، مردفًا أن هذه الزيارة تحمل رسالة قوية للمجتمع الدولي مفادها أن استمرار تعطيل دخول المساعدات الإنسانية أمر مرفوض، وأن فرنسا تدعم المساعي المصرية الحثيثة لتوفير ممرات آمنة، وإنهاء الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
وأشاد الباحث بالدور المتصاعد الذي تلعبه مصر في دعم الاستقرار الإقليمي، مؤكدًا أن التحركات التي يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسي أثبتت فاعليتها، سواء من خلال مبادرات السلام أو التنسيق مع الأطراف الدولية الفاعلة، مضيفًا أن مصر باتت الرقم الأصعب في معادلة الحل، وأن تجاوزها في أي مبادرة سياسية أصبح أمرًا مستحيلًا، نظرًا لموقعها الجغرافي وثقلها الدبلوماسي.
تنسيق عربي أوروبي
وأوضح عثمان أن هذا الحراك السياسي والدبلوماسي يعكس إصرار الأطراف الثلاثة على وقف التصعيد، واستعادة الأمل في مسار سياسي يُفضي إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، يعيد الحقوق لأصحابها ويحقق الاستقرار للمنطقة بأسرها، منوهًا إلى أنه من المتوقع أن تسفر القمة الثلاثية عن تعزيز التنسيق العربي – الأوروبي بشأن الملف الفلسطيني، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجال إعادة الإعمار والضغط لوقف إطلاق النار.

تطور دبلوماسي
وفي تطور دبلوماسي لافت، تستعد القاهرة لاستقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في زيارة رسمية تحظى باهتمام إقليمي ودولي واسع، وتتزامن مع قمة ثلاثية مرتقبة تجمعه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي و العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وتأتي هذه الزيارة في توقيت بالغ الحساسية وسط تصاعد وتيرة الأحداث في قطاع غزة، ما يعكس أهمية الدور المصري المتنامي في مسار القضية الفلسطينية، وفق ما أكده محمد عثمان، الباحث في العلاقات الدولية.