عاجل

رسوم ترامب الجمركية بين الثورة الاقتصادية وشبح الركود |فيديو

الرسوم الجمركية
الرسوم الجمركية

في حلقة جديدة من برنامج "النشرة الاقتصادية" على شاشة "القاهرة الإخبارية"، قدّمت الإعلامية إنجي عهدي، تقريرًا مفصلًا تحت عنوان: "الرسوم الجمركية .. ثورة اقتصادية أم نقمة تجارية؟"، تناولت خلاله تداعيات القرارات الجمركية التي أصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أثارت جدلًا عالميًا واسعًا منذ دخولها حيز التنفيذ.

حرب تجارية على الأبواب

في البداية، أكدت الإعلامية إنجي عهدي، أنه مع بدء تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها الإدارة الأمريكية بنسبة 10% على واردات من عشرات الدول، اعتبر مراقبون أن العالم يشهد بوادر حرب تجارية عالمية غير مسبوقة، وتمهيدًا لمزيد من الإجراءات، أعلنت واشنطن نيتها رفع الرسوم على سلع من 57 دولة شريكة تجاريًا خلال الأيام المقبلة.

مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي دافع بشدة عن قراراته، مؤكدًا أنها ستسهم في استعادة الوظائف الصناعية، وإعادة الشركات الأمريكية للعمل داخل الأراضي الأمريكية، وتحقيق "مكاسب تاريخية" على حد تعبيره، رغم التحذيرات الدولية المتكررة من نتائج سلبية محتملة على الاقتصاد العالمي.

الأسواق ترد بقسوة

في المقابل، أشارت إلى أن الأسواق المالية لم تتأخر في التعبير عن مخاوفها، إذ تكبدت الأسهم الأمريكية خسائر فادحة، تجاوزت 6 تريليونات دولار من القيمة السوقية، كما تزايدت حالة الذعر العالمي بعد الرد الصيني المباشر على الخطوة الأمريكية، حيث فرضت بكين رسومًا جمركية بنسبة 34% على مجموعة من المنتجات الأمريكية، ما فتح الباب أمام تصعيد تجاري مفتوح بين أكبر اقتصادين في العالم.

وأوضحت:« هذه التطورات دفعت كبرى المؤسسات المالية العالمية إلى مراجعة توقعاتها. فقد رفع بنك الاستثمار "جي بي مورغان" احتمالات حدوث ركود اقتصادي عالمي إلى 60%، بينما رفعت وكالة التصنيف الائتماني "ستاندرد آند بورز" توقعاتها لركود الاقتصاد الأمريكي من 25% إلى 35%، في ضوء المؤشرات السلبية المتزايدة».

الفيدرالي في خطر

في سياق متصل، أطلق جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، تحذيرات صريحة بشأن التداعيات المحتملة لهذه السياسات الجمركية. وفي خطاب أمام الكونغرس، رسم باول صورة قاتمة لمستقبل الاقتصاد الأمريكي، متوقعًا ارتفاعًا في معدلات التضخم، وتباطؤًا في النمو، إضافة إلى تزايد البطالة، في حال استمرار السياسات الحمائية التي تنتهجها الإدارة.

وشدد باول على أن الاقتصاد الأمريكي سيواجه صعوبات هيكلية في حال استمرت هذه النزاعات التجارية، مؤكدًا أن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى انكماش فعلي، مما سيُجبر البنك الفيدرالي على التدخل بخطط تحفيزية، قد لا تكون كافية لاحتواء الأضرار.

ثمن السياسات التجارية

وأوضحت أن السياسات التجارية القائمة على الحماية الاقتصادية قد تحمل بعض المكاسب قصيرة الأمد، لكنها تظل محفوفة بمخاطر استراتيجية تهدد الاقتصاد العالمي، وبينما يرى ترامب وحلفاؤه في هذه الإجراءات بوابة لإعادة هيكلة الاقتصاد، يرى الاقتصاديون أنها قد تفتح أبوابًا على أزمة اقتصادية كبرى، قد لا ينجو منها أحد.

وفي ظل غياب توافق دولي حول هذه الملفات، يبقى مستقبل الاقتصاد العالمي معلقًا بين وعود طموحة وتصعيدات لا يمكن التنبؤ بعواقبها.

تم نسخ الرابط