هل تجوز الصدقة على الأقارب وهل يشترط أن يكونوا فقراء؟
تعتبر مسألة الصدقة على الأقارب من المسائل التي تثير العديد من الأسئلة بين المسلمين، حيث يبحث البعض عن إجابة دقيقة بشأن جواز إعطاء الصدقة للأقارب ومدى الأجر المترتب على ذلك. في هذا التقرير، نسلط الضوء على إجابات العلماء وتوضيح الحكم الشرعي للأمر، إلى جانب الأدلة الشرعية التي تدعمه.
الصدقة على الأقارب: بين الجواز والتفضيل
أكدت دار الإفتاء أن الصدقة على الأقارب جائزة في الإسلام، بل يمكن أن تكون أفضَل في بعض الحالات، لا سيما إذا كان الأقارب في حاجة شديدة ولم يجدوا من يعينهم. ويستند العلماء في هذا الحكم إلى النصوص الدينية التي تشجع على الإحسان إلى الأقارب.
وذكرت أن الصدقة على الأقارب لا تقتصر على المال فقط، بل قد تكون في صور مختلفة كالمساعدة المعنوية، وتقديم الدعم النفسي، أو حتى المساهمة في حل المشكلات الحياتية اليومية.
أدلة من السنة النبوية الشريفة
ورد في الحديث النبوي الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة”. (رواه مسلم)
الصدقة على الأقارب: صدقة وصلة رحم في آن واحد
هذا الحديث يشير إلى أن الصدقة للأقارب تحمل ثوابًا مضاعفًا، فهي صدقة في حد ذاتها، وفي نفس الوقت تعتبر صلة رحم، مما يعزز أجرها عند الله. من هنا، أكد العلماء أن إعطاء الصدقة للأقارب ليس مجرد فعل من أعمال البر، بل هو عمل ينمّي الروابط الأسرية ويعزز من العلاقات العائلية، وهو أمر يُحبذه الإسلام بشدة.
هل يشترط الفقر على الأقارب لقبول الصدقة؟
الصدقة على الأقارب تكون مشروعة إذا كانوا بحاجة إليها، ولكن ليس بالضرورة أن يكونوا في حالة فقر شديد. إذا كانوا في وضع يمكنهم من تحمل بعض الأعباء الحياتية، قد يتطلب الأمر أن تكون النية هي مساعدة لتخفيف ضيق أو محنة، وليس فقط دعمهم ماليًا.
وقد أشار العلماء إلى أن النية السليمة في تقديم الصدقة هي التي تحدد مدى قبول العمل من وجهة نظر دينية. فالمسلم الذي يبتغي رضا الله بنية صادقة، سيحصل على أجر عظيم حتى وإن كانت المساعدة بسيطة.
الصدقة على الأقارب ودورها في تقوية الروابط الأسرية
إعطاء الصدقة للأقارب لا يقتصر فقط على الجانب المالي، بل يُعدُّ أيضًا من أهم الوسائل لتقوية الروابط الأسرية. ففي كثير من الأحيان، تكون الصدقة هي الطريقة المثلى للتخفيف من الأعباء النفسية أو الاجتماعية التي قد يواجهها أحد أفراد العائلة. كما تساهم هذه الصدقة في تعزيز التراحم والتكافل الاجتماعي داخل الأسرة، وهو ما يحث عليه الدين الإسلامي.
إعطاء الصدقة بنية التقرب إلى الله
من الجوانب المهمة في الصدقة على الأقارب هو أن تكون النية خالصة لوجه الله تعالى، وليس بهدف تحصيل منفعة دنيوية أو تعزيز العلاقات الأسرية فقط. فإعطاء الصدقة من أجل الله تعالى يعكس الروح الإسلامية التي تحث على التواضع والإحسان دون انتظار مقابل.
أشكال أخرى من الصدقة على الأقارب
لا تقتصر الصدقة على الأقارب على المال فقط، بل يمكن أن تشمل العديد من الأشكال الأخرى التي تُعتبر في غاية الأهمية في الإسلام، مثل:
• المساعدة في تيسير الأمور الحياتية: كالتعاون في تأمين المسكن أو المساعدة في تسوية الديون.
• الدعم المعنوي: مثل تقديم النصائح القيمة، أو مساعدة الأقارب في تخطي المشاكل النفسية أو الاجتماعية.
• تعليم المهارات: توفير الفرص للأقارب لتعلم مهارات جديدة قد تساعدهم في تحسين وضعهم المالي
