عاجل

هل يصل ثواب قراءة القرآن للميت؟.. دار الإفتاء تُجيب

قراءة القران للميت
قراءة القران للميت

 

في ظل تكرار سؤال المسلمين عن الأعمال التي يمكن أن تُهدى لأرواح موتاهم، يتصدر موضوع “هل يصل ثواب قراءة القرآن إلى الميت؟” ساحة النقاش الديني والشعبي، خاصة مع انتشار عادة ختم القرآن الكريم وإهداء ثوابه للمتوفين، سواء في البيوت أو عند القبور أو خلال مجالس العزاء.

وأجابت دار الإفتاء على هذا السؤال بشكل واضح، مؤكدة أن قراءة القرآن بنية إهداء الثواب للميت أمر جائز، ويصل إليه نفعه وثوابه بإذن الله تعالى. وأوضحت أن هذا العمل يُعد من جملة الصدقات الجارية، بل ويدخل في إطار البرّ بالميت، وهو أمر يحث عليه الدين الإسلامي لما فيه من نفع للمتوفى ورحمة له في قبره.

الأدلة من القرآن والسنة:


• استدلت الإفتاء بقول الله تعالى:
“وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ” [النجم: 39]،
وقالت إن الآية لا تمنع من انتفاع الإنسان بسعي غيره إذا أُهدي إليه، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أجاز التصدق والدعاء للميت، وكلها أعمال يقوم بها الأحياء وينتفع بها الأموات.
• واستشهدت بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له” [رواه مسلم]،
واعتبر العلماء أن قراءة القرآن تدخل ضمن “الصدقة الجارية” إن نُويت للميت.
• كما جاء في حديث:
“اقرؤوا يس على موتاكم” [رواه أبو داود]،
وهو حديث يُفهم منه أن القرآن يُقرأ بحضرة الميت أو لأجله، ما يدل على مشروعية هذا الفعل.

آراء الفقهاء والمذاهب الأربعة:

 

1. المذهب الحنفي:
يرى أن ثواب قراءة القرآن يصل إلى الميت، سواء قرأه القارئ عند القبر أو في أي مكان آخر ثم أهداه له، وهو من الأعمال المشروعة والمستحبة.

2. المذهب المالكي:
بعض فقهاء المالكية لم يُجزوا ذلك إلا بالدعاء بعد القراءة، لكن كثيرًا منهم قالوا إن الثواب يصل إن كانت النية خالصة لله ولإفادة الميت.

3. المذهب الشافعي:
في الأصل، الإمام الشافعي لم يُجز إهداء ثواب قراءة القرآن، لكنه أجاز الدعاء للميت والصدقة عنه، وقد قال بعض فقهاء الشافعية المتأخرين بجواز الإهداء لأن العمل الصالح لا يُحصر فقط في ما يقوم به الشخص لنفسه.

4. المذهب الحنبلي:
يرى الإمام أحمد بن حنبل أن قراءة القرآن وإهداء ثوابه للميت أمر مشروع، بل ويُستحب، واستند في ذلك إلى القياس على الصدقة والدعاء، لأن كلاهما يصلان إلى الميت.

فتاوى معاصرة:

الدكتور شوقي علام، المفتي السابق ، أكد في لقاء إعلامي أن: “قراءة القرآن بنية إهداء الثواب للميت من الأمور التي درج عليها المسلمون، وهي جائزة باتفاق جمهور العلماء”.

الدكتور علي جمعة قال: “هذه الأعمال تدخل في باب البرّ والإحسان، والله أكرم من أن يمنع عبده من ثواب يُهدى إليه بإخلاص”.

ويستدل بذلك أن :
• جمهور العلماء من المذاهب الأربعة يُجيزون قراءة القرآن وإهداء ثوابه للميت.
• العمل يجب أن يكون مقرونًا بالنية والإخلاص.
• من الأفضل الدعاء للميت بعد ختم القرآن أو أثناءه، لأن الدعاء هو الأرجى في الوصول إلى الميت باتفاق الجميع.
• هذا العمل لا يتعارض مع القرآن أو السنة، بل يدخل في أبواب الصدقة الجارية والبر بالميت

تم نسخ الرابط