الأعنف منذ 29 عاما.. ارتفاع عدد الضحايا إلى 65 إثر حريق هونغ كونغ
يواصل رجال الإطفاء في هونغ كونغ لليوم الثاني على التوالي، اليوم الخميس، جهودهم لاحتواء حريق هائل اندلع في مجمع سكني شاهق، في واحدة من أكثر الكوارث دموية في تاريخ المدينة الحديث، بعد ارتفاع عدد القتلى إلى 65 شخصًا.
وتنقل رجال الإنقاذ بالمصابيح اليدوية بين الشقق داخل الأبراج المتفحّمة في مجمع "وانغ فوك كورت" المكتظ بالسكان في منطقة تاي بو شمال المدينة، قرب الحدود مع البر الرئيسي للصين، بينما لا يزال الدخان يتصاعد من بعض النوافذ.
وما زال عدد المفقودين غير واضح، حيث أشار رئيس هونغ كونغ، جون لي، إلى فقدان الاتصال بـ 279 شخصًا صباح الخميس، دون تحديث رسمي لاحق.

وأظهرت مقاطع مصورة استمرار عمليات البحث داخل شقق مظلمة لا تزال ألسنة اللهب مرئية من بعضها، فيما تحوّل المجمع إلى شبه ركام متفحّم. وبدأ الحريق بعد ظهر أمس الأربعاء، ويعتقد أنه اندلع في سقالات من الخيزران وشبكات بناء قبل أن يمتد إلى سبعة مبان من أصل ثمانية.
وأكدت السلطات في هونغ كونغ أنه تم إخماد النيران بالكامل في أربعة مبان بينما بقيت ثلاثة تحت السيطرة.
وقال وونغ كا وينغ، نائب مدير خدمات الإطفاء، إن الفرق تواجه حرارة شديدة وتصعد الطوابق بحذر لإنقاذ أكبر عدد من الأشخاص، مع إمكانية العثور على مصابين إضافيين، فيما أعلنت السلطات أن أحد رجال الإطفاء لقي مصرعه، فيما أصيب 70 شخصًا وتم إجلاء نحو 900 إلى ملاجئ مؤقتة.

أحد السكان: لا أعلم عن زوجتي شيئا بعد عودتها المنزل
ولم تتوقف القصص الإنسانية المؤلمة، حيث قال أحد السكان لورانس لي، إنه لم يتلق أي خبر عن زوجته التي عادت إلى شقتها بعد اندلاع الحريق لأن الممرات كانت ممتلئة بالدخان، فيما روى الزوجان وينتر وسندي تشونغ أنهما شاهدا شرارات تتطاير أثناء إخلاء المبنى، رغم نجاتهما.
وأعلنت الشرطة توقيف ثلاثة رجال مديرين ومستشارًا هندسيًا في شركة بناء، للاشتباه في القتل غير العمد. وذكرت إيلين تشونغ، كبيرة مشرفي الشرطة، أن هناك دلائل على "إهمال جسيم" من قبل الشركة.
كما داهمت الشرطة مكاتب شركة "بريستيج كونستركشن آند إنجنيرينج" وصادرت وثائق، في حين امتنعت الشركة عن الرد على الاتصالات، فيما تشير التحقيقات الأولية إلى أن مواد الجدران الخارجية لم تكن مطابقة لمعايير مقاومة الحريق، ما سمح بانتشار النيران بسرعة.
كما عثرت الشرطة على ألواح ستايروفوم وهي مادة شديدة الاشتعال، مثبتة قرب المصاعد في أحد الأبراج، ويعتقد أنها ركبت دون مبرر واضح، حيث أكد وزير الأمن كريس تانغ فتح تحقيق حول هذه المواد.

ويضم المجمع ثمانية أبراج تحتوي على 2000 شقة يسكنها نحو 4800 شخص، كثير منهم من كبار السن، وكان يخضع لعملية تجديد واسعة منذ إنشائه في ثمانينيات القرن الماضي. وفتحت هيئة مكافحة الفساد تحقيقًا في شبهات تتعلق بمشروع التجديد.
وبحسب المسؤولين، بدأ الحريق في سقالات برج مكون من 32 طابقًا، وانتشر عبر السقالات المصنوعة من الخيزران والرياح القوية إلى المباني الأخرى.
حريق مبان هونغ كونغ
وتشتهر هونغ كونغ باستخدام سقالات الخيزران، لكن السلطات تدرس التحول إلى السقالات المعدنية، حيث قال وزير شؤون الإدارة إريك تشان إن الخيزران أقل مقاومة للاشتعال من المعادن، ما يستدعي استبداله في البيئات المناسبة.
وأعلنت السلطات بدء تفتيش شامل لكل المجمعات السكنية الخاضعة لأعمال التجديد للتحقق من مطابقة السقالات ومواد البناء لمعايير السلامة.



