دراسة تكشف.. كيف يهدئ صوت المرأة الجهاز العصبي لدى الرجال؟
يعلم معظمنا أن الصوت البشري قادر على التهدئة، والراحة، والإثارة لكن العلم يكشف الآن عن مدى عمق هذه التأثيرات في الجسم، إذ تظهر أبحاث جديدة أن نبرة صوت المرأة وإيقاعه يمكن أن يُحفزا العصب المبهم لدى الرجال، مما يُبطئ معدل ضربات القلب بنسبة تصل إلى 10% ويخفف التوتر.
تسلط هذه النتيجة الضوء على الرابط البيولوجي الوثيق بين الصوت والجهاز العصبي والتواصل العاطفي، فإلى جانب التواصل، قد يكون الصوت أحد أكثر وسائل تخفيف التوتر الطبيعية لدينا.
العصب المبهم: "مفتاح الهدوء" في الجسم
العصب المبهم هو أطول عصب قحفي في الجسم، ويمتد من جذع الدماغ عبر الصدر والبطن، وهو جزء أساسي من الجهاز العصبي الباراسمبثاوي، المعروف غالبًا باسم جهاز "الراحة والهضم"، عند تحفيزه، يبطئ العصب المبهم معدل ضربات القلب، ويخفض ضغط الدم، ويخفف من استجابة الجسم للتوتر.
يستجيب هذا العصب بشكل كبير للإشارات الحسية، بما في ذلك نبرة الصوت، ويبدو أن بعض الإيقاعات والنغمات الصوتية تعمل كمحفزات طبيعية، فتنشط العصب وترسل إشارات للجسم للاسترخاء.
لماذا أصوات النساء؟
وجد الباحثون أن إيقاعات الأصوات الأنثوية تحديدا لها تأثير مهدئ أقوى على الرجال، قد تحاكي هذه النغمات المهدئة الأنماط البيولوجية التي طورها البشر لربطها بالأمان والرعاية والألفة، في الدراسات، شهد الرجال الذين تعرضوا لنغمات صوتية مهدئة انخفاضا ملحوظا في معدل ضربات القلب، بنسبة تصل أحيانا إلى 10%.
هذا التباطؤ الفسيولوجي لا يقتصر على الاسترخاء فقط، بل هو علامة على توازن الجهاز العصبي، بتحويل الجسم من حالة التوتر "القتال أو الهروب" إلى حالة "الراحة والهضم"، يدعم العصب المبهم وظائف المناعة والهضم وصحة القلب على المدى الطويل.
الدور في الاتصال العاطفي
إلى جانب الجانب البيولوجي، يلعب الصوت دورا رئيسيا في التواصل البشري، فعندما تهدأ هرمونات التوتر ويهدأ معدل ضربات القلب، يشعر الناس غالبًا بمزيد من الانفتاح والأمان العاطفي، ولذلك، تعد الأصوات الهادئة بالغة الأهمية في العلاقات، ورعاية الأطفال، وحتى في تربية الأبناء.
بالنسبة للأزواج، تشير هذه الدراسة إلى أن نبرة الصوت لا تتعلق بأسلوب التواصل فحسب، بل تتعلق أيضا بوظائف الأعضاء، فالصوت الهادئ والمتناغم قادر على تحسين صحة قلب الشريك، مع تعميق مشاعر الثقة والتقارب.
