بعد تعديل بنودها.. هل تقبل روسيا خطة واشنطن في أوكرانيا أم تفتح باب التصعيد؟
بعد موافقة أوكرانيا والاتحاد الأوروبي على الخطة الأمريكية للسلام، عقب التوصل إلى تعديلات على بعض بنودها وخاصة إلغاء البند المتعلق بتنازل أوكرانيا عن جزء من أراضيها، باتت الكرة الآن في ملعب روسيا، ولا سيما أن القيادة الروسية برئاسة فلاديمير بوتين لا تزال متمسكة بالأراضي التي سيطرت عليها خلال الحرب.
وأثار هذا التطور تساؤلات حول رد فعل موسكو الرسمي تجاه خطة الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وما هي التوقعات المحتملة في حال رفضت روسيا المقترح الأمريكي.
ففي الوقت الذي اعتبر فيه مراقبون أوكرانيون أن موقف كييف من الخطة في بداياتها، المتضمنة 28 بندًا، يمثل مبادرة استسلام، نظرًا لوجود بند ينص على تنازل أوكرانيا عن بعض أراضيها وتقليص حجم الجيش الأوكراني إلى 600 ألف جندي، ثم جاءت التعديلات الجديدة، التي قلّصت بنود الخطة من 28 إلى 22 بندًا، لتقرب الموقفين الأوكراني والأوروبي من واشنطن.

ورغم هذا التوافق، شددت موسكو على تمسكها بالخطة الأصلية، وهنا يبرز السؤال وهو ماذا سيحدث إذا رفضت روسيا هذه الخطة؟
سيناريو الرفض الروسي المحتمل للخطة الأمريكية للسلام في أوكرانيا
وفي هذا الصدد قال باري دوناديو، السياسي الأمريكي والضابط السابق في جهاز الخدمة السرية بالبيت الأبيض، إن روسيا تبدو في موقع أقوى من أوكرانيا يسمح لها بعدم قبول أي تعديلات على الخطة الأمريكية.
وأوضح باري دوناديو في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن موسكو تحقق تقدماً ملموساً على ساحة المعركة، مؤكداً أنها لا تظهر أي نية للتراجع عن أهدافها.

وأضاف دوناديو أن الروس لن يتحملوا أي اعتراضات على الخطة الأصلية، مشيراً إلى أنه في حال رفضت روسيا أي ملاحظات أو اعتراضات تطرحها أوكرانيا، فإن موسكو ستواصل عملياتها العسكرية الحالية، مع إمكانية أن تمتد الهجمات حتى العاصمة كييف.
الكرملين يتسلم النسخة الحديثة من خطة واشنطن للسلام
وكان أعلن الكرملين أنه تسلم أحدث نسخة من خطة السلام التي طرحتها الولايات المتحدة بشأن الأزمة الأوكرانية، مشيراً إلى أن بعض بنود هذه الخطة تحتاج إلى دراسة معمّقة. كما أكد أن الرئيس فلاديمير بوتين سيستقبل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، الذي من المقرر أن يزور روسيا الأسبوع المقبل.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس الأربعاء، إن الدعوات المتصاعدة داخل الولايات المتحدة لإقالة المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف، عقب نشر نصوص يزعم أنها لمحادثاته مع مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، تمثل محاولة لعرقلة التقدم البطيء والمحدود نحو تسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا.
وأوضح بيسكوف، في تعليقه على النصوص المنسوبة إلى ويتكوف وأوشاكوف والمتاحة للعامة، قائلاً: "لا يوجد في الحقيقة ما يستدعي القلق بشكل خاص في هذا الشأن، سواء شككنا في صحتها أم لم نشكك".
وأضاف أن الرئيس دونالد ترامب نفسه قد أدلى بتصريحات تعد بمثابة دفاع غير مباشر عن ويتكوف، موضحاً أن ما ورد في هذه النصوص يندرج ضمن المهام الطبيعية لأي مفاوض، وذلك نقلاً عن وكالة تاس الروسية.
وأشار المتحدث باسم الكرملين إلى أن الدافع الحقيقي وراء المطالبة بإقالة ويتكوف هو في الأغلب رغبة بعض الأطراف في تعطيل الزخم المحدود المتحقق باتجاه تسوية دبلوماسية.
وقال: "من الواضح أن الدعوات لإقالة ويتكوف تهدف أساساً إلى تقويض الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سلمي للنزاع"، مضيفاً أن هناك كثيرين بالتأكيد لن يترددوا في محاولة عرقلة هذه العملية.



