ليلة الإسراء والمعراج 2025 .. دلالتها ولماذا اختير النبي إمامًا للأنبياء؟

تحتفي الأمة مع غروب شمس الأحد المقبل بليلة الإسراء والمعراج، حيث يتساءل الكثيرون عن معاني وأسرار رحلة الإسراء والمعراج، وهو ما نرصده في التقرير التالي.
لماذا الإسراء والمعراج معجزة؟
يقول الدكتور هاني تمام عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، إن رحلة الإسراء والمعراج معجزة كبرى تدل على طلاقة قدرة الله وعظمته وقهره لهذا الكون بكل ما فيه وأنه لا يعجزه شيء في السموات والأرض، وهذا ما ينبغي أن نتعامل به مع الله فهو على كل شيء قدير ، فلا تستعظم شيئا على الله مهما كان.
كما أن قدرة الله تعالى لا تخضع لمقاييس وحسابات البشر، فينبغي التسليم التام، وقد لفت القرآن الكريم أنظارنا لهذا الأمر كما في قصة عدم إحراق سيدنا إبراهيم بالنار، ومجاوزة سيدنا موسى وقومه البحر .
ماذا تعني رحلة الإسراء والمعراج؟
كانت رحلة الإسراء والمعراج علامة واضحة على قدر النبي العالي وعلى تشريف الله وتكريمه وحبه له وتقديمه على كل الخلق ، حيث اخترق الحجب وطوي له الزمان والمكان ورأى من عجائب قدرة الله الآيات الكبرى.
وتابع: أي فضل وأي شرف حازه سيدنا محمد بهذا الاستدعاء الإلهي ، وأي فضل وأي شرف حزناه لما اختارنا الله وجعلنا من أتباعه ، فهذه نعمة يتضاءل أمامها كل شيء ويهون في سبيلها كل صعب، فاللهم لك الحمد على فضلك ونعمائك.
وأضاف: كانت هذه الرحلة المباركة رحلة جبر الخواطر، فقد جبر الله فيها النبي صلى الله عليه وسلم، وجُبر فيها الليل فقيل إن الإسراء والمعراج كان في الليل دون النهار ، لأن الله لما محا آية الليل وجعل آية النهار مبصرة كما جاء في القرآن الكريم ؛ انكسر الليل فجبر الله بخاطره بأن أسرى بحبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيه.
ما هي الدروس المستفادة من الإسراء والمعراج؟
وأكمل: مما نتعلمه من هذه الرحلة المباركة الصبر على الشدائد وأن المنح تأتي بعد المحن وأن فضل الله وفرجه قريب ، فقد كانت هذه الرحلة المباركة بعد شدائد ومحن عظيمة مرت بالنبي صلى الله عليه ، فقد اشتد إيذاء قريش له بعد موت عمه وزوجته خديجة رضي الله ، ففي الوقت الذي اشتدت فيه الأمور وضاقت الأرض بما رحبت جاء فرج الله وكرمه الكبير على نبيه باستدعائه للملكوت الأعلى.
وشدد:«كن على يقين مهما اشتدت الظروف وكثر البلاء أن فرج الله قريب ورحمته واسعة وقدرته فوق ما نتصور؛ فلنحسن الظن به سبحانه، ولا ندع اليأس والإحباط يتسرب إلى قلوبنا».
ماذا تعني إمامة النبي محمد لعموم الأنبياء؟
وبين أن إمامة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء عليهم السلام في المسجد الأقصى تدل على قدره العالي، ونعمة كبيرة من الله علينا أن جعلنا من أمته وأفضل الأمم ، قال تعالى : ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾.
الصلاة ورحلة الإسراء والمعراج
وأكد «تمام»: مما يدل على أهمية الصلاة وعظيم شرفها ومكانتها عند الله تعالى أن الله سبحانه وتعالى فرضها على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج مباشرة من غير واسطة جبريل عليه السلام بخلاف العبادات والتكاليف الأخرى التى كانت بواسطة جبريل. وقد اشتُرطت الطهارة فيها دون غيرها من العبادات لأنها فُرضت في الحضرة القدسية المطهرة.
وأضاف: الصلاة معراج روحي يعرج الإنسان فيها إلى ربه ويتصل فيها بالحضرة الإلهية وفيها تتجلى نفحات الله ورحماته ونفحاته على عبده.
واستطرد: «إن محاولة التشكيك في معراج النبي صلى الله عليه مقدمة لهدم الدين وتضييع كثير من أحكامه وعلى رأسها الصلاة التي فرضت فيه».
كما أن الصلاة عماد الدين وركنه المتين، وهى الركن الثانى من أركان الاسلام ومن أعظم شعائره ، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة وعليها يتوقف مصيره، قال صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلاَتُهُ, فَإِنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ, وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ
والصلاة أيضا صلة بين العبد وربه ومن خلالها ينفذ نور الله إلى عبده، وكلما حافظ الإنسان عليها كلما قويت صلته بالله تعالى، وكانت له نورا وهداية ونجاة يوم القيامة ، قال صلى الله عليه وسلم «مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا، كَانَتْ لَهُ نُورًا، وَبُرْهَانًا، وَنَجَاةً مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا، لَمْ تَكُنْ لَهُ نُورًا، وَلَا نَجَاةً، وَلَا بُرْهَانًا، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ، وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ.