"وما جعلنا الرؤيا التي أريناك".. هل تعني رحلة الإسراء والمعراج؟

هل رحلة الإسراء والمعراج تمت بالروح والجسد أم كانت رؤية منامية؟، سؤال يكثر البحث عنه مع اقتراب احتفال ليلة الإسراء والمعراج 2025، الموافق للسابع والعشرين من رجب كل عام.
الإسراء والمعراج بالروح والجسد أم رؤية؟
الإسراء والمعراج يمثلان أسمى درجات التكريم للنبي صلى الله عليه وسلم، ويؤكدان على مكانته العظيمة في الكون، بل إن هذا الحدث هو دعوة لنا جميعًا لتسخير حياتنا في طاعة الله والسعي لرضاه، وأن نستلهم من هذا الحدث العظيم العزيمة والإيمان في مواجهة التحديات، حسبما ذكر الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر.
وبين أن عظمة معجزة الإسراء والمعراج في كونها لا تزال تلهم الأمة الإسلامية والعالم أجمع، حيث إن الإسراء والمعراج ليس مجرد حادث تاريخي، بل هو حدث عظيم يحمل في طياته دروسًا وعبرًا كثيرة.
وقد جاء في مرحلة مفصلية بين مرحلتين حساستين في حياة النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين، فقد كانت المرحلة السابقة مليئة بالأذى والمصاعب، بينما كانت المرحلة اللاحقة مرحلة الجهاد والهجرة المباركة من مكة إلى المدينة وما تلاها من غزوات، فجاءت الإسراء والمعراج كوسيلة لتثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم ورفاقه، ولترسيخ معاني الإيمان والقوة في نفوس المسلمين.
وأضاف: "هذه الرحلة المباركة لم تحدث لأي نبي أو رسول من قبل، بل هي خصوصية خص الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماوات العلا ليعاين من آيات ربه ما لا يراه بشر، وهذا يعتبر تأكيدًا على عظمة الله وقدرته، حيث يظهر أن كل شيء في الكون خاضع لقدرته، كما أن الإسراء والمعراج حدثًا جسديًا وروحيًا في آن واحد، وهو ما أجمعت عليه الأمة الإسلامية بالرغم من بعض الادعاءات التي حاولت الطعن في حقيقة الحادث".
وأشار إلى ما جاء في سورة الإسراء التي وصفت هذه المعجزة العظيمة بآيات تتسم بالعظمة والجلال، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى قدم فيها تصحيحًا لكل الشبهات التي أثيرت حول تلك الرحلة.
حكم التشكيك في رحلة الإسراء
فيما أكد الدكتور محمد أبو هاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر السابق، أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن رحلة الإسراء والمعراج تمت بالروح والجسد معًا، موضحًا أن التشكيك في ذلك يتعارض مع النصوص الشرعية.
وأضاف الدكتور أبو هاشم، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، أن الأية الكريمة: "سبحان الذي أسرى بعبده" تؤكد أن الرحلة شملت الكيان الكامل للنبي صلى الله عليه وسلم، لأن لفظ "عبده" يشير إلى الروح والجسد معًا، وليس الروح فقط.
«وما جعلنا الرؤيا التي أريناك».. هل تعني رحلة الإسراء والمعراج؟
وأوضح أن البعض فهموا خطأً الآية: "وما جعلنا الرؤيا التي أريناك" على أنها تشير إلى رؤية منامية، بينما هي رؤيا تحضيرية لتوضيح مراحل الرحلة العظيمة.
وأوضح أن من أسرار هذه الرحلة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالأنبياء إمامًا في المسجد الأقصى، وكان ذلك تأكيدًا للميثاق الذي أخذه الله على الأنبياء للإيمان برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
كما أن الصلاة التي صلاها النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء ركعتان بالغداة وركعتان بالعشي، وهي الصلاة التي كانت قبل فرض الصلوات الخمس ليلة المعراج.
مسجد قبة الصخرة
وأكد أن المسجد الأقصى هو البقعة نفسها التي بني عليها المسجد الحالي، موضحًا أن مسجد قبة الصخرة يقع داخل حدود المسجد الأقصى، وأن الصخرة التي عرج منها النبي صلى الله عليه وسلم هي التي تحمل القبة الذهبية.