00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

خلال اليوم العالمي للغة العربية

رئيس المجلس الإسلامي بالجزائر: اللسان العربي الصميم باق ما بقي القرآن الكريم

رئيس المجلس الإسلامي
رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر

أكد الدكتور مبروك زيد الخير رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر، اللسان العربي الصّميم، باق ما بقي القرآن الكريم شامخا عليا، وساميا نقيا، وقد أفضت جهود الأمّة، ومحاولات علمائها الأفذاذ اللّذين نظروا للغة بيقين لا تذروه الريّاح، وصنفوا في أصولها وفروعها ما لا يسلمنا إلى التماهي والانزياح. 

اليوم العالمي للغة العربية

وتابع في الاحتفال الخاّص باليوم العالمي للغة العربية بمكة المكرّمة: الحمد لله الفاعل لكلّ مفعول، والواصل لكلّ موصول، الذي برزت ضمائر إرادته فتجلت بمعرفته العقول، والصّلاة والسّلام على من مدّت عليه الفصاحة رواقها، وشدّت به البلاغة نطاقها، وعلى آله الأطهار وصحبه الأبرار. وسلّم تسليما، وبعد:كثيرات هي الملتقيات التي تعقد هنا وهناك في أرجاء العالم الفسيح، لمعالجة قضايا ذات أهمية وحساسيّة، ترتبط بالفكر والمجتمع والأمة، وتشخص الأدواء، وتقترح الدّواء، من أجل الوقاية من الأخطار الزّواحف، والرّياح العواصف، الّتي تهدد كيان الأمّة، وتدبّ في أوصال المجتمع، وتتهادى يمنة ويسرة بالأجيال المرجوّة لبناء المستقبل وتأمينه، ولكن ّهذا الملتقى الرزّين له خصوصيّة وجلالة، باعتبار أنّه يعقد في مكّة الحرام، وفي أرجاء الحرم الشّريف، والحمى الطّاهر المنيف، فكان له من الوقار والتّجلّة، مالا يتاح لمؤتمر آخر في بلاد أخرى، ثمّ هو مخصّص للاحتفاء باللغة العربية التي وسعت كتاب الله لفظا وغاية ّونالت عبر التّاريخ ماتستحقّه من اهتمام وعناية، وهي في عصرنا الموّار، ماتزال ذات أثر معهود، وتأثير مشهود، في الحضارة الغابرة، والتحديات الحاضرة، فنالت احتراما راقيا في منظومة اللّغة العالمية، وكانت وستبقى جديرة بالمواكبة الصّارمة لتطوّر الأمّة، وتزايد أعدادها، واستنامها صهوة العصرنة والتقدم الأكرم، في بلاد العرب والعجم، مّما يتطلّب تضافر الجهود، لضمان الألق والتقدم والخلود.

وأضاف رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر: لامندوحة من تقديم آيات العرفان، وسوانح الشّكران، للمملكة العربية السعودية الماجدة، التي حملت رمزية الحرميين الشّريفيين وعملت على تأصيل الأصيل ،في نهضة ليس لها مثيل ،وبادرت إلى جمع هذه الحشود العلمية ،للاحتفاء بيوم اللغة العربيّة، ونخصّ بالشكر والتحيّة ،الراعي في هذه البلاد الطاهرة والرعيّة ملكا وشعبا، ونثني بالرابطة المباركة رابطة العالم الإسلامي وأمينها العامّ الموقّر، وأعوانه المتألقين، على ما بادروا به من تنظيم دقيق، لهذا المؤتمر الرّائع الأنيق وقد توافد إليه العلماء والباحثون والأدباء والمفكرون، من كلّ حدب وصوب، وزانه من وفد إليه من كلّ الأمم، حيث أنه منعقد في أفياء الحرم. 

احتفال يوم اللغة العربية بمكة المكرمة
احتفال يوم اللغة العربية بمكة المكرمة

وقال إننا نلتقي في أرجاء البيت الأطهر، وفي ربوع الحرم الأنور،حيث نستنشق ألق الوحي الّذي أنار البصائر المنطمسة ،وإنتشل الأنفس المنغمسة ،وأشع به من أنوار الهدى إيقانا، ومن وميض الحقّ يقينا وإيمانا، ولا ريب في ذلك فقد نزل القرآن في بيئة منفلتة جاهلية، وفي طباع متأزمة عنجهيّة، فكان للقرآن أثره الطفّري العميق، في تغيير كلّ من كان يأوي إلى البيت العتيق، واستطاع ذلك الوحي الّذي نزل بلسان عربيّ مبين، أن يغيّر الحال، وأن يرسم معالم المآل، وأن ينيرالدّروب، في أحلك الخطوب، فكان التّغيير جذريا على مستوى العقل والقلب واللّسان، وصدق القائل :
هذا يتيم  صار كافل أمّة                            وأبا لبيض العرب والسودان 
جمعت حولك يارسول صحابة                        بعمائم أزهى من التّيجان 
تسقى الحضارة في القصور وأنت                    قد نبّتتها بمضارب العربان  

رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر
رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر

أثر الدين والقرآن في اللغة العربية 

وأكمل رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر: لقد كان أثر الدّين عميقا، وأثر القرآن وثيقا، فأخرج النّاس من ضلالتهم الجاهلية، وعمايتهم الغّوية، وحروبهم الّتي لا تنتهي، إلى منفسح من الحضارة، وبلاغة من العبارة، وتسام للصّدارة، وبلوغ للهدف الشّامخ بجدارة، فكان أن أصّعدت به الأمّة بثبات ووثوق، وأنبرت تمشي بخطى وئيدة، إلى التألق والسّموق، محققّة مسارها المسماح، وتوقها إلى التألق والطّماح، وصارت شامة في جبين الدّهر، بما نبتته من حضارة راقية، وماخلّدته من آثار راسية، ووما أسهمت فيه على مستوى التّرجمة من مختلف اللّغات، ومابنته من حضائر علميّة، ومانسخته من مخطوطات عميقة في مختلف الفنون، ومابرّزته من عقول خدمت المنظومة الحضاريّة العلميّة حينا من الدّهر في مختلف الفنون، وأصبح لأمّة الإسلام بصمة عميقة في تاريخ البشرية، لولا أن نسيت في القرون اللّواحق ماذكّرت به، فأنشغلت فلول الأمّة في مختلف الأصقاع، وفي كلّ الحواضر والبقاع، بما لم يأمر به الله، وتخلّت عن دورها الاستخلافيّ الملزم، فتلاحقت عليها الهزائم، وتقصدّتها الظّروّف بصغائر وعظائم من الأمور، فسار بها الزمن إلى غير وجهة،  وعلى إثره حلت بها الرزايا، وأحاطت بها البلايا، ومالبثت أن أحصيت بلادها عددا وتفرّقت بددا، وداهمها الغزو العسكريّ الفتّاك، فسرى الضّعف في الحنايا، وتسلل إلى الضّمائر والطّوايا، فمسخ الزّمان الصّداح ومشى الأسى بين العروق كمبضع الجراح، وعانت الأمة الإسلامية مكائد الظلم والسطو، ومحاولات السيطرة والنزو، وفتن الإفك والعزو، فانفرط عقدها، وتفرّقت شذر مذر، وأضاعت الأمجاد الغوالي، في أيامها الخوالي، وتخلت عن الأسباب، فتعثرت في الغلاب.

وأردف: لكنّها بما أفاء الله عليها من عناية، وماأحاطها به من رعاية، لم يتزحزح لها ثبات، ولا خبت لها شباة، بل غالبت العواصف، وتحدت القواصف، فما انكسرت للحروب الصّليبية المتوالية، ولا للهجمات التّتارية العاتية، ولا للفتن المداهمة الدّاجية، ولالتسابق الفلول الغازية الغاوية، بل إنّ الأمّة الإسلاميّة كالمارد الجبّار، تأتي عليه الأقدار بالأخطار، فتميل به الكفّة، ويتهادى بها الزّمن، في أكبر المحن، ولكنه ما يفتأ أن تزول عنه الغشاوة، وتنقشع عنه سحب الأخطار، فيقوم سامقا لايبالي بما لحقه من خطر، ولا ما أصابه من ضرر، وإن اللّغة جزء من البناء المشمخرّ الّذي به تكون اليقظة، وعليه تعتمد النهّضة .

وأكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر اللّسان العربي الصّميم، باق ما بقي القرآن الكريم شامخا عليا، وساميا نقيا، وقد أفضت جهود الأمّة، ومحاولات علمائها الأفذاذ اللّذين نظروا للغة بيقين لا تذروه الريّاح، وصنفوا في أصولها وفروعها ما لا يسلمنا إلى التماهي والانزياح، وقد أبدعوا في النثر الأصيل، والنّظم الأثيل، ماتسامت به اللغة بإبداع فينان، وروعة وعطاء. 

تم نسخ الرابط