لغز الزئبق الأحمر يعود بملوي.. عصابة بأسلحة وادعاءات أثرية تسقط بقبضة الأمن
دقائق قليلة قبل الفجر كانت كافية لتغيير مسار حياته، لم يتوقع عامل بسيط يقيم بإحدى قرى مركز ملوي، جنوب محافظة المنيا، أن يتحول منزله الهادئ إلى مسرح لواقعة مثيرة أقرب إلى مشاهد الدراما البوليسية، بعدما توقفت سيارة مجهولة أمام منزله، ليندفع منها 4 أشخاص ينتحلون صفة جهة رسمية، ويقتحمون المكان بسرعة، قبل أن يستولوا على أجولة ممتلئة بمادة غامضة توصف بين العابثين بـ«الزئبق الأحمر»، مشهد صادم دفع المجني عليه إلى الإسراع بإبلاغ مركز شرطة ملوي، لتبدأ فصول واقعة تكشفت تفاصيلها تباعًا، وكشفت معها شبكة نصب محكمة تستغل جهل الضحايا وحلم الثراء السريع.

البلاغ يتضمن سرقة 175 كيلو من مادة «كبريتيد الزئبق»
تلقى مركز شرطة ملوي بلاغًا من العامل المتضرر، يفيد بقيام أربعة أشخاص يستقلون سيارة باقتحام منزله وسرقة نحو 175 كيلوجرامًا من مادة كبريتيد الزئبق المعبأة داخل أجولة، بعد انتحال صفة رسمية لإتمام جريمتهم.
وأوضح العامل المُبلِّغ خلال التحقيقات، أنه حصل على هذه المادة من شخصين يقيمان بدائرة المركز بهدف إعادة بيعها، دون أن يدرك حجم تورطه في عملية نصب واسعة.
كشف مخطط «الزئبق الأحمر» و المتهمون يعترفون
نجحت الأجهزة الأمنية في ضبط الشخصين اللذين سلّما المادة للمجني عليه، بالفحص والتحريات وبمواجهتهما، اعترفا بأنهما يستخدمان المادة في النصب على المواطنين بإيهامهم بأنها مادة أثرية يُستخرج منها «الزئبق الأحمر» المزعوم، الذي يروّج له المحتالون بقدرته الوهمية على كشف مقابر أثرية، في محاولة لاستدراج الباحثين عن الثراء السريع.
القبض على العصابة بحوزتهم أسلحة وسيارة وأجولة مضبوطة
كما تم تحديد وضبط مرتكبي واقعة السرقة الـ4، لأحدهم معلومات جنائية، وعُثر بحوزتهم على بندقية آلية وفرد خرطوش، بالإضافة إلى السيارة المستخدمة في الواقعة، وبمواجهتهم أقرّوا بالتخطيط للسرقة لاستخدام المادة في عمليات النصب، وتم بإرشادهم ضبط كميات من المادة المذكورة.
إجراءات قانونية وإغلاق ملف الجريمة
اتخذت الأجهزة الأمنية الإجراءات القانونية اللازمة ضد جميع المتهمين، لتنتهي فصول واحدة من أغرب قضايا النصب المرتبطة بأسطورة «الزئبق الأحمر» الوهمية، التي لا تزال توقع ضحايا جدد رغم تحذيرات الجهات المختصة.





