أستاذ نساء وتوليد: الطب ليس رفاهية بل صمام أمان لحياة الأم والطفل
حذّر الدكتور هيثم بدران، أستاذ ورئيس قسم التوليد وأمراض النساء بكلية الطب جامعة الفيوم، من خطورة ما يتم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي حول ما يسمى بـ"الولادة البرية"، مؤكداً أنها دعوات عبثية تدفع السيدات إلى تعريض أنفسهن وأطفالهن للموت.
وعلق خلال مداخلة هاتفية لبرنامج ستوديو إكسترا على قناة إكسترا نيوز، على وفاة طفل حديث الولادة بسبب هذه الممارسات، مشدداً على أن الطب والعلم ليسا رفاهية بل خط الدفاع الأول عن سلامة الأم والجنين.
عودة خطيرة إلى زمن كانت فيه الأمهات تفقد حياتهن
وأوضح بدران أن الولادة بلا إشراف طبي ليست فكرة جديدة كما يروج البعض، بل هي عودة إلى عصور مظلمة شهدت أعلى معدلات وفاة بين الأمهات والأجنة.
وأشار إلى أن التقدم الطبي لم يأت صدفة، وإنما جاء وليوفر للأم متابعة دقيقة وتشخيصات مبكرة تحميها من مضاعفات خطيرة، مؤكداً أن تجاهل هذا التقدم هو بمثابة خطوة للخلف بمئات السنين.
متابعة الحمل ضرورة لإنقاذ الأرواح
وفي سياق متصل علق على مزاعم أن جسد المرأة قادر على الولادة وحده دون تدخل طبي، أكد بدران أن المتابعة الدقيقة للحمل ضرورة طبية حتمية، وليست مجرد روتين لطيف يمكن الاستغناء عنه.
وقال إن الطبيب مسؤول عن اكتشاف أي مشكلات مثل ارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل أو ضعف نمو الجنين، وهي حالات قد تهدد حياة الأم أو الطفل إذا تُركت دون تشخيص، مؤكداً أن الجسد البشري "قد يخرج عن طبيعته الفسيولوجية في أي لحظة".
مؤثرون يبيعون الوهم والضحايا سيدات وأطفال
ووجه بدران انتقاداً حاداً للمؤثرين الذين يروجون لما يسمى بـ"الولادة البرية"، واصفاً إياهم بـ تجار التريند الذين يجمعون المشاهدات والمال على حساب أرواح البشر.
وأضاف أن بعض السيدات تنساق خلف هذه الفيديوهات دون وعي، ليدفعن الثمن غالياً بفقدان أطفالهن أو مواجهة مخاطر جسيمة، مشدداً على أن "الندم يأتي بعد فوات الأوان، ولا يمكن تعويض روح طفل خسر حياته بسبب معلومة مضللة".
