عاجل

رحلة بـ 67 ألف دولار وصورة.. سر إقالة نائب الرئيس الإيراني من منصبه

نائب الرئيس الإيراني
نائب الرئيس الإيراني لشؤون البرلمان شهرت دابيري وزوجته

أصدر الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، قرارا بإقالة نائبَه لشؤون البرلمان شهرت دابيري، على خلفية قيامه برحلة "فاخرة" إلى القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) برفقة زوجته خلال عطلة عيد النوروز، ما أثار موجة غضب واسعة في الشارع الإيراني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت الرئاسة الإيرانية في بيان، السبت، إن "الرحلة غير مبررة وغير مقبولة في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة التي تواجه البلاد"، مشيرة إلى أن إقالة دابيري جاءت بسبب "تصرفاته غير القابلة للدفاع"، سواء كانت الرحلة بتمويل شخصي أو رسمي.

وأضاف بيزشكيان: "في حكومة تسعى إلى تجسيد قيم الإمام علي عليه السلام، وبينما يعاني شعبنا من ضغوط اقتصادية كبيرة، فإن السفر الباذخ للمسؤولين حتى ولو بتمويل خاص غير قابل للتبرير".

تناقض مع مبادئ البساطة

انتشرت على منصات التواصل صورة تظهر دابيري وزوجته أمام السفينة السياحية الهولندية «MV Plancius» المتجهة إلى أنتاركتيكا، ما أثار انتقادات واسعة من المواطنين الذين اعتبروا الرحلة استفزازًا لمشاعر الإيرانيين في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة.

وتبلغ كلفة الرحلة على متن السفينة الهولندية نحو 67 ألف دولار، في حين أن معدل التضخم السنوي في إيران بلغ 29.5%، وسُجل معدل بطالة بنسبة 8.4%، بحسب بيانات صندوق النقد الدولي حتى أكتوبر 2024.

وتُعد زيارة القارة القطبية من الأنشطة التي تُنفَّذ غالبًا لأغراض علمية، لكن السياحة إلى هذه الوجهة النائية شهدت مؤخرًا ارتفاعًا ملحوظًا بين الأغنياء وهواة المغامرات.

غضب شعبي

ويأتي قرار الإقالة في وقت يسعى فيه الرئيس بيزشكيان، الذي انتُخب العام الماضي خلفًا للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، إلى تعزيز الثقة الشعبية عبر محاربة الفساد الحكومي وتحقيق وعوده الانتخابية بتحسين معيشة المواطنين.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن أنصار بيزشكيان ضغطوا بقوة لإقالة دابيري، تعبيرًا عن استيائهم من انفصال بعض مسؤولي الدولة عن واقع الشارع الإيراني.

أزمات إيران

إيران تمر في مرحلة عصيبة على الصعيدين الاقتصادي والعسكري، إذ تعاني من أزمات متعددة تؤثر بشكل مباشر على حياتها اليومية ومكانتها الإقليمية والدولية. على المستوى الاقتصادي، تشهد البلاد تضخمًا مرتفعًا بلغ 29.5%، في وقت يعاني فيه المواطنون من معدلات بطالة مرتفعة تصل إلى 8.4%. هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة تعود جزئيًا إلى العقوبات الغربية المفروضة على إيران بسبب برامجها النووية وتورطها في دعم جماعات مسلحة في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما جعل اقتصادها يعاني من نقص حاد في الموارد.

أما على الصعيد العسكري، فقد شهدت إيران توترات كبيرة مع أمريكا والعديد من الدول الغربية بسبب نشاطاتها العسكرية في المنطقة، ودعمها للجماعات الموالية لها، الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي ترامب لتهديد طهران بضرورة إبرام اتفاق نووي خلال شهرين، أو التصعيد العسكري.

سياسيًا، يُعَاني النظام الإيراني من انتقادات متزايدة داخل البلاد بسبب طريقة تعامله مع الأزمات الاقتصادية، وزيادة الاحتجاجات الشعبية التي تطالب بتحسين الظروف المعيشية وإنهاء الفساد الحكومي. الحكومة تحت قيادة الرئيس مسعود بيزشكيان تجد نفسها مضطرة للتعامل مع تحديات داخلية وخارجية معًا، في وقت تواجه فيه دعوات إصلاحية وتحسين العلاقات مع الدول الغربية.

هذه الأزمات المتشابكة تضع إيران أمام اختبار حقيقي لاستقرارها الداخلي وقدرتها على التأثير في الساحة الإقليمية والدولية في ظل تحديات سياسية وعسكرية واقتصادية مستمرة.

تم نسخ الرابط