00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

زباينه أعيان البلاد.. أشهر ترزي بسوهاج يحترف خياطة الجلابية البلدي منذ 50 عاما

عم راضي الرقيطي الخياط
عم راضي الرقيطي الخياط

داخل أحد المحال القديمة بمدينة طهطا شمالي محافظة سوهاج، يجلس راضي الرقيطي، البالغ من العمر 64 عامًا، على مقعده الخشبي المعتاد، ممسكًا بإبرته وخيطه، يواصل عمله الذي لم يفارقه منذ أكثر من نصف قرن، حيث عرفه الأهالي باسم "راضي الخياط"، وهو الاسم الذي ارتبط بمهارة وجودة لا تخطئها العين في عالم تفصيل الجلابية البلدي.

يقول عم راضي إنه يعمل في هذه المهنة منذ كان شابًا صغيرًا يتعلم أسرار الخياطة على يد والده وجده، اللذين أورثاه حرفتهما كما يورّث الذهب، مؤكدًا أن محله الحالي يعود تأسيسه إلى عام 1942م، ليكون شاهدًا على أربعة أجيال مرت من صناعة التراث.

ويشرح "الخياط" أن أسعار الجلابية البلدي تختلف بحسب الخامات والأنواع، فالجلابية تبدأ أسعارها من 500 جنيه وقد تصل إلى 15 ألف جنيه وفق الخامة والدقة في التصنيع، مضيفًا بابتسامة واثقة "أن من زبايني عمد ومشايخ وأعيان البلاد.. واللي يجرب شغلي بيرجع تاني".

ويكشف عم راضي أن الجلابية البلدي لها درجات وأنواع، تبدأ من الكلفة الكاملة وهي الأعلى سعرًا وأكثرها تعبًا ودقة في التصنيع، يليها نصف كلفة، ثم فرد قيطان، ثم الأنواع الشائعة مثل السوداني، والعماني، والسعودي، وكل منها له طابعه الخاص وزبائنه.

ورغم تغير الزمن ودخول الملابس الجاهزة، لا يزال عم راضي يحافظ على مهنته بشغف، مؤمنًا بأن الجلابية البلدي ليست مجرد قطعة قماش، بل هوية وتاريخ وتراث صعيدي أصيل، يحرص على بقائه في كل غرزة تخيطها يداه التي لم تخذله طوال 50 عامًا.

ويوضح عم راضي أن مهنة الخياطة ليست مجرد حرفة يتقنها، بل مدرسة كبيرة تربي الصبر والدقة، مشيرًا إلى أن كل غرزة بتعلم حاجة، واللي يشوفنا ماسكين الإبرة يفتكرها شغل بسيط، لكن اللي جرب يعرف إن الجلابية بتتولد من تحت إيد الصنايعي زي ما الولد بيتربى على إيد أبوه، لافتًا إلى أنه ما زال يشعر بنفس الحماس الذي شعر به أول يوم جلس فيه بجوار والده ليتعلم أسرار المهنة.

أما عن ارتباطه بالمحل القديم، فيقول عم راضي الخياط بلهجة يغلب عليها الحنين أن المحل دا شاهد على أفراح طهطا وأيامها الصعبة، من سنة 1942 وهو فاتح بابه، وشاف ناس كتير، وأنا شفت العمر كله من على الكرسي دا، ولو الزمن رجع بيا، هاقعد هنا تاني وأمسك الإبرة من جديد.

وفي نهاية حديثه يؤكد عم راضي الرقيطي "هفضل أخيط لحد آخر يوم.. لأن دي مش شغلانة، دي حياة".

تم نسخ الرابط