00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

دولة التلاوة | الشيخ محمد رفعت… صوت علم الأمة كيف تصغي للقرآن

الشيخ محمد رفعت
الشيخ محمد رفعت

يظل الشيخ محمد رفعت  واحدا من أعظم قراء القرآن الكريم في تاريخ مصر والعالم العربي، بصوته الجليل وأدائه الروحاني الذي ترك أثرا لا يمحى في وجدان ملايين المسلمين.

مولده

 ولد الشيخ رفعت في 9 مايو 1882م بحي المغربلين في القاهرة، وفقد بصره في سن الثانية، غير أن فقدانه للبصر لم يمنعه من حفظ القرآن كاملًا قبل بلوغه العاشرة، ودراسة القراءات والتجويد على أيدي كبار الشيوخ، ليحصل على إجازة التلاوة ويشق طريقه كقارئ استثنائي.

انطلاق صوته مع افتتاح الإذاعة عام 1934

بدأ مشواره في سن مبكرة قارئا للقرآن في المساجد الكبرى، ثم اتسعت شهرته بسرعة، حتى أصبح صوتا مألوفًا في البيوت المصرية مع افتتاح الإذاعة عام 1934، حين افتتح بثها لأول مرة بتلاوة آيات من سورة الفتح. عُرف الشيخ رفعت بورعه الشديد، إذ رفض في البداية الحصول على أجر مقابل تلاوته حتى استشار شيخ الأزهر، كما اشتهر بحبه للفقراء والبسطاء وتواضعه الجم، وكان يحيي الليالي دون مقابل لمساعدة أهل الحاجة. وقد جمع صوته بين صفاء النبرة ونقاء الإحساس وروحانية الأداء، مع التزام صارم بأحكام التلاوة ونفَس طويل ميّزه عن غيره.

قالوا عنه

 وصفه كبار العلماء بأنه صوت جاء من السماء لما يحمله من خشوع وتأثير بالغ. ورأى الشيخ محمد متولي الشعراوي أن تلاوته مثال للعذوبة والنفس الطويل، بينما اعتبره الموسيقار محمد عبد الوهاب «معلّمًا للخشوع» بصوتٍ يتجاوز قدرات المطربين في الوصول إلى روح المستمع. ووصفه المفكر مصطفى محمود بأنه “ظاهرة روحية قبل أن يكون ظاهرة صوتية”، وأطلق عليه الجمهور لقب قيثارة السماء لما في صوته من نقاء وتفرّد. واتفق القرّاء المعاصرون له واللاحقون عليه أنه مدرسة قائمة بذاتها، وأن تأثيره امتد إلى كل من جاء بعده في ساحة التلاوة.

وفي أواخر حياته أصيب بمرض في الحنجرة أثّر على قدرته على التلاوة، لكنه ظل راضيًا محتسبًا حتى وفاته في 9 مايو 1950م، وهو اليوم نفسه الذي وُلد فيه، ليدفن بجوار مسجد السيدة نفيسة كما أوصى. ورغم رحيله، بقي إرثه الصوتي والروحي حاضرًا، إذ ما زالت تسجيلاته تُبث حتى اليوم، شاهدة على قارئ أحب القرآن فأحبّته الأمة، وبصوت علّم الناس كيف يُصغون لكتاب الله بخشوع وعمق.

تم نسخ الرابط