آصف ملحم: خطة ترامب للسلام بين روسيا وأوكرانيا تبدو جذابة لكنها تكتيك سياسي

قال آصف ملحم مدير مركز جي إس إم للدراسات، إن تناول الصحف الأوروبية والأمريكية لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام بين روسيا وأوكرانيا اتسم بالحذر والتحفظ، في المقابل، هناك تفاعل إيجابي في الإعلام الروسي، موضحا أن قراءة هذه المسارات الإعلامية تكشف حجم القلق من الخطة رغم مظهرها الجذاب.

لا حطط مثالية في الواقع

وأضاف آصف ملحم، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن أي أمر يبدو مثاليا يجب التعامل معه بحذر شديد، لأنه لا وجود لخطط مثالية في الواقع السياسي المعقد، مشيرا إلى أن خطة ترامب من حيث الشكل العام تبدو ممتازة بالنسبة لروسيا بنسبة تصل إلى 90%، كما يمكن القول إن موسكو حققت فيها معظم أهدافها.

خطة مناورة سياسية

وشدد آصف ملحم على أن التعمق في تفاصيلها يظهر أنها أقرب إلى مناورة سياسية أكثر من كونها خطة حقيقية لإحلال سلام شامل ودائم، مؤكدا أن تحقيق سلام طويل الأمد يتطلب وقتا طويلا وترتيبات معقدة لا تعكسها الصورة التسويقية المعلنة.

وأضاف مدير مركز جي إس إم للدراسات أن تشابك الأطراف المشاركة في الخطة يمثل أحد أكبر تحدياتها، إذ أنها تشمل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو والولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا.

اجتماعات طويلة وتنسيق واسع

وأوضح أن اتخاذ قرار واحد داخل الناتو وحده يحتاج إلى اجتماعات طويلة وتنسيق واسع، لافتا إلى أن الأمر ذاته ينطبق على الاتحاد الأوروبي الذي يشهد خلافات داخلية واسعة قد تعرقل أي اتفاق.

عناصر شديدة التعقيد داخل خطة ترامب

وأكد آصف ملحم أن بنود خطة ترامب تتضمن عناصر شديدة التعقيد، أبرزها مطالبة الدول الأوروبية بدفع 100 مليار دولار لصندوق إعادة إعمار أوكرانيا، موضحا أنه أمر لا تزال آليات التوافق عليه غير واضحة، كما أن بند رفع العقوبات تدريجيا عن روسيا قد يواجه عقبات كبيرة من الأوروبيين، إذ إن هناك جزءا كبيرا من منظومة العقوبات مرتبط بقراراتهم المباشرة.

واختتم آصف ملحم قائلا إن الخطة في صورتها الحالية تحمل الكثير من التكتيك السياسي، أكثر مما تحمل من مقومات سلام فعلي قابل للتطبيق.