الثيموكينون .. المركب الفعال في الحبة السوداء يحارب الدهون والكوليسترول

أعادت دراسة علمية حديثة تسليط الضوء على حبة البركة أو الحبة السوداء باعتبارها أحد المكونات الطبيعية القادرة على دعم صحة الجسم ومواجهة السمنة. 
فقد جمع الباحثون بين تجارب مخبرية وتجارب بشرية لرصد تأثير مستخلص بذور حبة البركة على تكوين الخلايا الدهنية ومستويات الدهون في الدم ليكشفوا عن نتائج مشجعة تجعلها ضمن الخيارات الطبيعية المساندة للتحكم في الوزن.

السمنة ومشكلاتها

السمنة من أكثر الاضطرابات الصحية انتشار عالميا وترتبط بمجموعة من المشكلات مثل مقاومة الأنسولين واضطراب الدهون في الدم وزيادة مخاطر أمراض القلب. 
ويرتبط تطور السمنة بعملية تكون الخلايا الدهنية التي تتحول فيها الخلايا الأولية إلى خلايا مكتملة التخزين بفعل عوامل نسخ مثل C/EBPs وPPARγ.

القيمة العلاجية لحبة البركة أو الحبة السوداء

تستخدم حبة البركة أو الحبة السوداء (Nigella sativa) في الطب الشعبي منذ قرون و اكتسبت شهرة بفضل احتوائها على مركبات فعالة أبرزها الثيموكينون الذي يتمتع بخصائص مضادة للالتهاب والأكسدة بالإضافة إلى دوره المحتمل في تنظيم الدهون.

وأظهرت أبحاث سابقة أن تناول مسحوق حبة البركة بجرعات تتراوح بين 500 ملج و2 ج يوميا يسهم في تحسين مستويات الكوليسترول وخفض الدهون الثلاثية ورفع مستوى الكوليسترول الجيد (HDL).

وأكد التحليل الكيميائي أن بذور الحبة السوداء غنية بالفينولات والفلافونويدات إلى جانب 23 حمض دهني أبرزها مركبات مثل ميثيل إيكوساترينوات. 
كما أظهرت تقنيات FTIR وGC-MS وجود مجموعات وظيفية مرتبطة مباشرة بالمركب النشط الثيموكينون وهو ما يعزز قيمتها الحيوية.

أجريت التجارب على خلايا 3T3-L1 الدهنية وأظهرت النتائج أن مستخلص حبة البركة:
لم يسبب أي سمية للخلايا.
قلل تراكم الدهون بنسبة وصلت إلى 40% عند الجرعات العالية.
خفض نشاط الإنزيمات المسؤولة عن تصنيع الدهون مثل GPDH.
خفض التعبير الجيني لعوامل التمايز الدهني

وتدل هذه النتائج على أن حبة البركة أو الحبة السوداء قد تبطئ تكوين الخلايا الدهنية على المستوى الجزيئي.

وفي تجربة شملت 42 مشارك يعانون من زيادة الوزن تناولت المجموعة التجريبية 5 جرامات يوميا من مسحوق حبة البركة أو الحبة السوداء لمدة ثمانية أسابيع. 
وجاءت النتائج كالآتي:
انخفاض الكوليسترول الكلي وLDL والدهون الثلاثية.
ارتفاع الكوليسترول الجيد (HDL).
عدم تسجيل أي آثار جانبية مؤثرة.

وتشير النتائج إلى أن حبة البركة قد تسهم في تحسين صحة القلب عبر تحسين الدهون في الدم.

ورغم النتائج الإيجابية لفت الباحثون إلى أن الدراسة تفتقر إلى مجموعة دواء وهمي مما يستدعي إجراء تجارب أوسع وأكثر دقة لتأكيد التأثير طويل المدى.

وبحسب ما توصلت إليه نتائج هذه الدراسة يمكن اعتبار حبة البركة مكمل طبيعي واعد لدعم الصحة الأيضية وتقليل تكون الدهون لكنها ليست علاج مستقل للسمنة إلا بعد إثبات فعاليتها في دراسات أكبر.