اندبندنت: أمريكا تدرس مع إسرائيل إنشاء قاعدة عسكرية في غزة
كشفت صحيفة إندبندنت، أن الولايات المتحدة تخطط لإنشاء قاعدة عسكرية لها على حدود غزة، وذلك لتعزيز حضورها العسكري في الشرق الأوسط عبر مدينة الحرب المدمرة، في أعقاب اعتماد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مشروع قرار أمريكي يقضي بإرسال بعثة استقرار دولية إلى القطاع.
هل تتخلى أمريكا عن زراعها في المنطقة (إسرائيل)؟
تربط أمريكا وإسرائيل علاقة قوية، فمنذ ظهور دولة الاحتلال عام 1948، منحتها الولايات المتحدة تصنيف شريك رئيس في المنطقة، وبسبب هذه العلاقة لا ترى واشنطن أنها بحاجة لقاعدة عسكرية في الشرق الأوسط.
بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، جاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشعار "أمريكا أولًا"، في الوقت الذي ينادي فيه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"شرق أوسط جديد"، وبسبب توجهات ترامب التي تعطي الولايات المتحدة الأولوية عن أي شيء آخر، باتت واشنطن بحاجة إلى قاعدة لها في مناطق تدخلاتها الجديدة.
كانت بداية فكرة الوجود الأمريكي في المنطقة موجودة قبل ترامب، ففي عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، أنشأ الجيش الأمريكي رصيفا عائما قبالة ساحل غزة بهدف المعلن تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، قبل أن تقوم بتفكيكه، حينما أدركت أن البحر لا يساعدها في التمركز داخل المنطقة.
كان ترامب أكثر وضوحًا في توجهاته وتصريحاته من بايدن، حيث أعلن صراحة أنه يريد لغزة أن تصبح ولاية أمريكية، حينها قال "سنتولى السيطرة على قطاع غزة، سنستولي على تلك القطعة ونطورها، ونوجد آلاف وآلاف من الوظائف، وستكون شيئاً يمكن للشرق الأوسط بأكمله أن يفخر به، سنحولها موطناً لشعوب العالم".
قاعدة أمريكية على أراضي غزة
بحسب إندبندنت، تخطط الولايات المتحدة إنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من غزة قادرة على استيعاب 10 آلاف جندي، ووفقًا لموقع شومريم العبري، ستكون مهمة القاعدة الأمريكية الإشراف على وقف إطلاق النار وتوفر مساحة عمل مكتبية تبلغ 10 آلاف قدم مربعة، وستقدم داخلها الطعام والمياه وشبكة اتصالات موثوقة وعيادة طبية، كما أنها قادرة على إدارة النفايات وتوليد الطاقة، فيما تبلغ الكلفة التقديرية نحو 500 مليون دولار.
ورغم رفض الولايات المتحدة للتدخل عسكريًا في غزة في الوقت الحالي، إلا أنها تدرس مع جيش الاحتلال الإسرائيلي مواقع محتملة داخل القطاع لإقامة القاعدة العسكرية الجديدة.
دور القاعدة الأمريكية في غزة
من الأدوار الأخرى التي ستلعبها القاعدة العسكرية الأمريكية قي غزة، تعزيز السيطرة على إدارة القطاع ودعم وقف إطلاق النار وإدارة العمليات العسكرية والإنسانية في القطاع، والإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية في غزة.
وستتولى الولايات المتحدة السيطرة الكاملة على إدارة المساعدات، في حين تكتفي إسرائيل بدور هامشي عبر منسق أنشطة الحكومة في الأراضي الفلسطينية، كما تعزز القاعدة الردع المشترك ضد أي تصعيد، مع إبقاء إسرائيل الشريك المهيمن على الأرض.
قال المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل "الخطوات الأميركية التي تخطط لإقامة قاعدة عسكرية في غزة تمثل تحولاً استراتيجياً عميقاً في سياسة الولايات المتحدة والإسرائيلية على حد سواء، بما قد يؤدي إلى إعادة رسم خريطة النفوذ، ويمثل تحولاً في دور واشنطن بالمنطقة".
وأضاف "ستجعل القاعدة المركز الأميركي المسؤول الأساس عن النشاط في غزة، مع تراجع مكانة إسرائيل كفاعل رئيس، على رغم أن تل أبيب بذلت كل ما في وسعها للحد من التدخل الدولي في الأراضي الفلسطينية، ولكن هذه الخطوة تعني تدويل قطاع غزة".



