00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

عرفته أركان الإسلام.. أمين «كبار العلماء»: التجديد ضرورة ولازمة من لوازم الشرع

الدكتور عباس شومان
الدكتور عباس شومان

أكد الدكتور عباس شومان، أمين عام هيئة كبار العلماء بالأزهر، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، أن التجديد ضرورة ولازمة من لوازم شرعنا، وأنه بدأ مع بداية الإسلام؛ حيث تكونت أركان الإسلام ركنًا بعد ركن وهذا تجديد. 

التجديد في الفكر الديني

وقال شومان خلال محاضرة بثت في  مساجد أندونسيا من خلال مسجد الاستقلال أكبر مسجد  في شرق آسيا: كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن التجديد في الفكر الديني، وتناوله الناس بين الرفض خشية أن يكون المراد بالتجديد هدم ثوابت الدين، وبين القول بأن التجديد حق لكل إنسان من دون نظر إلى تأهله من عدمه، في حين رأى فريق ثالث أن التجديد ضرورة ولكن بضوابطه وشروطه، وحقيقة الأمر أن رافضي التجديد - وإن سلمت نياتهم - مسلكهم مرفوض يجعل شريعتنا جامدة وغير قادرة على مواكبة المستجدات التي تطرأ على حياة الناس، وهي ليست كذلك، بل شريعة مرنة تناسب كل زمان ومكان، كما أن التجديد ثبت يقينا بقول رسولنا - صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ يبعَثُ لِهذِه الأمَّةِ على رأسِ كلِّ مائةِ سَنةٍ من يجدِّدُ لَها دينَها).

وتابع: أسوأ من هذا القول قول أولئك الذين يرون أن التجديد حق لكل أحد ومن دون قيد أو شرط؛ فهذا تبديد وليس من التجديد في شيء، وقد جاء أتباع هذا الاتجاه بكلام يتناقض وثوابت الدين القطعية؛ كالمطالبة بتسوية المرأة بالرجل في الميراث، بزعم أن قوله -تعالى – {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ} [النساء: 11] ناسب عصره حيث كانت المرأة لاتعمل. 

وأكمل: أما في زماننا فأصبحت تزاحم الرجال في الأعمال وتشارك الرجل في الإنفاق، فناسبه أن تساويه في نصيبه  ولا تكون على النصف منه، وهذا زعم باطل فالمسائل التي تأخذ فيها المرأة نصف الرجل أربعة فقط، وترجع إلى العبء المالي الذي يتحمله الرجل مقارنة بأخته، ولذا في في كثير من المسائل تساويه أو تأخذ أكثر منه أو ترث هي ولا يرث الرجل أصلا، وقولهم بأن المرأة قديما كانت لا تعمل مغالطة تاريخية، فقد كانت تعمل بالغزل وبالتجارة وبالصناعة، وتطبيب الجرحى في ميادين الجهاد….وغير ذلك، ومما زعمه هؤلاء بتبديدهم إنكار فرضية الحجاب، وحل الخمر، وزواج المسلمة من غير المسلم ….وغير ذلك من الأباطيل.

وأكد: المعتبر في المسألة هو قول العلماء الثقات بأن التجديد ضرورة ولازمة من لوازم شرعنا، وأنه بدأ مع بداية الإسلام؛ حيث تكونت أركان الإسلام ركنًا بعد ركن وهذا تجديد؛ فالإسلام بدأ بركن الشهادتين  ثم جدد بإضافة الصلاة، ثم الزكاة، ثم الصوم، ثم الحج، وبقية الأحكام كتحريم القتل، والزنا، والسرقة، والخمر…بل ربما وجد في الأمر الواحد؛ كمراحل تحريم الخمر والربا، وتشريع القتال …وغير ذلك.

التجديد يكون في الأمور الاجتهادية الظنية

ولفت إلى أن التجديد يكون في الأمور الاجتهادية الظنية وهي التي تقبل أكثر من رأي في المسألة الواحدة، وكذا في المسائل التي تَجِدُّ في حياة الناس، أما المسائل القطعية؛ كفرضية الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، وتحريم القتل، والخمر ….وحتمية تقسيم الميراث وفق ما ورد في كتاب الله لا يقبل تجديدًا والكلام فيه تبديد محرم لا يعتد به.

وأردف: أقول للشباب والكبار: أنصحكم بالتأكد من مصادر معرفتكم ولا تأخذوا العلم مِنْ كل مَنْ صادفكم، كما حذر من الاعتماد على مواقع الإنترنت؛ فكثير منها غير موثوق، وأحذر من استخدام برامج الذكاء الاصطناعي؛ فهي ليست صالحة للاعتماد عليها في الفتوى وفي الحصول على المعلومات الشرعية، فهي تجمع معلوماتها من الفضاء الإلكتروني، وليست قادرة على انتقاء الصحيح من الزائف، ولذا يجب التأكد من مصادر المعرفة وأنها موثوقة، حتى يلتزم المسلم بأحكام دينه بشكل صحيح.

وشدد على أن التجديد لا يقوم به إلا الراسخون في العلم الذي يعرفون القطعي من الظني وما يقبل التجديد وما لا يقبله.

تم نسخ الرابط