صحح مفاهيمك ..أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة توعوية حول مخاطرالتحرش
نظمت مديرية أوقاف الوادي الجديد ومؤسسات حقوق الإنسان والصحة بالمحافظة المديرية ندوة توعوية هامة بعنوان "مخاطر التحرش على الفرد والمجتمع".
وجاءت هذه الندوة برعاية الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف ، وبإشراف مباشر من الشيخ رمضان يوسف صالح، مدير مديرية أوقاف الوادي الجديد، تجسيداً لدور وزارة الأوقاف الرائد في بناء الوعي وتحصين المجتمع.
حضور لافت لأولياء الأمور
استضافت مدرسة الفتح بموط التابعة لـإدارة الداخلة التعليمية، فعاليات هذه الندوة التي شهدت حضوراً لافتا من الهيئة التعليمية والطلاب وأولياء الأمور, ألقى المحاضرة فضيلة الشيخ حسين يوسف حسين، أحد الأئمة المتميزين والمثقفين في المديرية.
قدم فضيلة الشيخ حسين يوسف حسين تحليلاً وافياً وشاملاً لجريمة التحرش وآثارها المدمرة، مرتكزاً في حديثه على محاور رئيسية، جامعاً بين المنظور الشرعي والنفسي والاجتماعي للمشكلة:
1. المحور الشرعي والأخلاقي: تحريم التحرش
أكد الشيخ على أن التحرش محرم قطعاً في الشريعة الإسلامية، مستشهداً بآيات وأحاديث تدعو إلى غض البصر، وحفظ الفروج، والستر، والآداب العامة (مثل قوله تعالى: "قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ").
شدد على أن التحرش هو اعتداء على حرمات الآخرين وانتهاك لـ حقوق الإنسان التي كفلتها الشريعة والقانون، وأنه خروج عن قيم المروءة والحياء.
2. المحور الاجتماعي والنفسي: الآثار المدمرة
تناول الآثار النفسية السلبية العميقة التي يتركها التحرش على الفرد الضحية، خاصة الأطفال والمراهقين، والتي قد تصل إلى اضطرابات القلق والخوف وفقدان الثقة بالنفس وتأثيرها على الصحة النفسية والعقلية.

أوضح التأثير المجتمعي للظاهرة، حيث تؤدي إلى تفكك الثقة بين أفراد المجتمع، ونشر الخوف وانعدام الأمان، وتعطيل سير الحياة الطبيعية، مما يستلزم تعاون جميع مؤسسات الدولة لمكافحتها.
3. محور الوقاية والعلاج: دور الأسرة والمؤسسات
ركز الشيخ على دور الأسرة في التربية السليمة وغرس قيم الحياء والمراقبة الذاتية في الأبناء، وأهمية الحوار المفتوح بين الآباء والأبناء, مشيرا إلى دور المدرسة والمسجد في التوعية المستمرة بأخلاقيات التعامل والتحذير من مغبة هذه السلوكيات, ودعا إلى ضرورة الإبلاغ عن حالات التحرش باعتباره واجباً وطنياً وشرعياً لـ ردع الجناة وحماية المجتمع.
مناقشات تفاعلية
شهدت الندوة مناقشات تفاعلية ثرية بين الشيخ والحضور، حيث تم طرح العديد من الاستفسارات الهامة حول:
الفرق بين التحرش والمزاح غير اللائق، وأكد الشيخ أن أي فعل أو قول يسبب إزعاجاً أو خوفاً أو ينتهك الخصوصية هو سلوك غير مقبول.
كيفية تعامل الضحية أو الشاهد مع الموقف، حيث نصح الشيخ بضرورة الرد الحازم وعدم الخوف، واللجوء الفوري إلى شخص موثوق به أو جهة مسؤولة (كالشرطة أو إدارة المدرسة).
أهمية تفعيل القوانين الرادعة للحد من هذه الظاهرة، مما يؤكد على أهمية الشراكة مع جهات حقوق الإنسان
بناء مجتمع آمن ومتحضر
ووجه الشيخ حسين يوسف حسين الشكر للحضور ولإدارة المدرسة على حسن الاستقبال، مؤكداً على أن الأوقاف مستمرة في أداء دورها التوعوي والاجتماعي, وتم التأكيد على أن هذا النوع من الندوات يمثل حجر الزاوية في بناء مجتمع آمن ومتحضر، يحفظ كرامة الفرد ويصون أخلاقيات المجتمع، داعياً الجميع إلى التعاون للحفاظ على الأمن والأمان.

