الشيخ مصطفى ثابت يشرح حديث النبي: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى"
قال الشيخ مصطفى ثابت، الداعية الإسلامي، إن الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم يوضح أن العذاب موجود لكل من عصاه، وأنه وعيد وعقاب شديد لن يتخلف، لكنه يستغرب كيف يختار الإنسان بعصيانه النقمة والعذاب بدل الخير والرحمة والنعيم الأبدي، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى».
وأضاف الشيخ مصطفى، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناسن اليوم الأربعاء، أن الصحابة استغربوا وسألوا: «ومن يأبى يا رسول الله؟»، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى»، موضحًا أن الإيمان بالله وطاعته اختيار المؤمن ودليل رجائه في مغفرة الله وعفوه، كما جاء في الحديث الصحيح عن لقاء الله يوم القيامة، حيث يسأل المؤمنين: «هل أحببتم لقائي؟»، فيجيبون: نعم، لأنهم رجوا عفو الله ومغفرته، فيقول الله: «قد أوجبت لكم مغفرتي».
وأشار الشيخ مصطفى إلى ما رواه صحيح مسلم عن قول الله تعالى لسيدنا إبراهيم وعيسى عليهما السلام، وكيف بكى النبي صلى الله عليه وسلم لحرصه على أمته، مبينًا أن هذا الحديث من أرجى أحاديث هذه الأمة، ويعكس حرص الله على رضا المؤمنين ورحمته بهم، مؤكداً أن حسن الظن بالله وقوة اليقين والأمل فيه من سمات الشخصية القوية للمسلم.
وأضاف الشيخ مصطفى أن من أبرز سمات المسلم القوي أيضًا كونه نصوحًا، دائم النصيحة باللطف والأدب، ولا يرضى بالشر أو الأذى، بل ينكر المعصية سواء بالقلب أو باللسان أو باليد، مستشهدًا بعبادة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي أمر الله بها في قوله تعالى: «يا بني أقم الصلاة، وأمر بالمعروف، وانه عن المنكر، واصبر على ما أصابك، إن ذلك من عزم الأمور».
وأوضح أن هذه الصفات تبني شخصية مؤمنة قوية، تحرص على الخير، وتنكر الشر، وتستمد قوتها من اليقين بالله وطاعته، مما يجعلها قادرة على مواجهة تحديات الحياة بثقة وأمل دائمين.



