رويترز: بن سلمان سيحث ترامب على التدخل لإنهاء الحرب في السودان

أفادت وكالة رويترز، نقلًا عن مصادر دبلوماسية، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، سيحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اجتماعها اليوم على التدخل لإنهاء الحرب في السودان.

وفقًا للوكالة الأمريكية، قالت المصادر، وهما دبلوماسيان عربيان وثلاثة دبلوماسيون غربيون، إن ولي العهد السعودي يعتقد أن الضغط المباشر من جانب ترامب ضروري لكسر الجمود في المحادثات لإنهاء أكثر من عامين ونصف العام من الحرب، مشيرين إلى عمله على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة الشهر الماضي.

الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع

اندلع الصراع عام ٢٠٢٣ في خضم صراع على السلطة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، تمهيدًا للانتقال المخطط له إلى الحكم المدني.

وقد تسبب في إراقة دماء ذات طابع عرقي، ودمار واسع النطاق، ونزوح جماعي، وجذب قوى أجنبية، وهدد بتقسيم السودان.

وقد اعتمدت قوات الدعم السريع والجيش بشكل كبير على ضربات الطائرات بدون طيار في الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.

وقالت المصادر إن السعودية تسعى من خلال إثارة هذه القضية مع ترامب إلى استغلال وجهة نظر الرئيس الأمريكي لنفسه باعتباره صانع سلام، حيث قال ترامب مرارا إنه يسعى للحصول على جائزة نوبل للسلام لعمله في معالجة الصراعات العالمية.

لقاء ترامب وبن سلمان اليوم 

يستضيف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم  الثلاثاء، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود في البيت الأبيض، في اجتماع من المقرر أن يغير الشرق الأوسط، وفق ما ورد عن صحيفة معاريف العبرية.

تعزيز التعاون الدفاعي والأمني

وفقًا لقناة "i24news" العبرية، سيركز اجتماع ترامب وبن سلمان على تطوير العلاقات الدفاعية بين السعودية والولايات المتحدة، بما في ذلك صفقات الأسلحة وأنظمة الدفاع الصاروخي، وذلك وسط قلق الرياض من التوترات الإقليمية في المنطقة.

سيشبه الاتفاق الأمريكي السعودي المتوقع إبرامه اليوم الثلاثاء الاتفاق الذي أبرمته الولايات المتحدة مع قطر في السنوات الأخيرة. كما سيتم تناول سبل نشر بطاريات صواريخ دفاعية وأنظمة مراقبة متقدمة، وربما تعزيز التعاون البحري والأمني بين البلدين، وفقًا للقناة العبرية.

وقال دينيس روس، وهو مفاوض سابق لشؤون الشرق الأوسط لإدارات لكل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري ويعمل الآن في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: "يمكن أن يتراوح النطاق بين تقديم مجموعة من المساعدات المختلفة واستبدال الأسلحة ونشر بطاريات صواريخ دفاعية مثل ثاد أو باتريوت ونشر قوات بحرية مع وحدة من مشاة البحرية، إلى المشاركة الفعلية في القتال بطريقة هجومية وليس دفاعية فقط".

الاستثمارات والاقتصاد

سيتطرق الاجتماع إلى متابعة الاستثمارات السعودية الكبرى في الولايات المتحدة، والتي تبلغ قيمتها نحو 600 مليار دولار، بما في ذلك مشاريع الطاقة والتكنولوجيا، كما سيتم مناقشة التعاون التجاري والاقتصادي لتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية، ودعم الشركات السعودية للوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة، بما فيها الرقاقات الحاسوبية المتطورة اللازمة لتطوير الذكاء الاصطناعي.

التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

تسعى الرياض إلى تعزيز مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ضمن رؤيتها 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي بعيدا عن النفط وتعزيز مكانة المملكة في المجال التقني على المستوى الإقليمي والدولي، لذا فمن المقرر بحث التعاون في مجالات البنية التحتية الرقمية، والتعليم التكنولوجي، وتبادل الخبرات في تطوير البرمجيات وأنظمة الذكاء الاصطناعي.

الطاقة النووية المدنية

الطاقة النووية السلمية ستكون أيضًا على طاولة الاجتماع الأمريكي السعودي، حيث سيتطرق الطرفان إلى إبرام اتفاقية حول الطاقة النووية المدنية، والتي قد تتيح للسعودية الوصول إلى التكنولوجيا النووية الأمريكية لضمان أمن الطاقة وتطوير برنامج نووي مدني.

كما يتوقع أن تشمل المباحثات شروط السلامة والأمن النووي، وتوسيع التعاون في استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة.

العلاقات الإقليمية وملف إسرائيل والفلسطينيين

سيلقي اجتماع ترامب وبن سلمان نظرة على الوضع في قطاع غزة، والعلاقات السعودية مع إسرائيل، وإمكانات التعاون في مواجهة التوترات مع إيران، وضرورة الالتزام بما ترفضه إسرائيل بشكل شبه أسبوعي منذ اجتماع مجلس الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، وهو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو الشرط السعودي للتطبيع مع إسرائيل.