يديرها إسرائيلي إستوني.. منظمة مشبوهة تهرب الغزيين من القطاع

كشفت تحقيقات صحيفة "هآرتس" عن قيام عشرات الفلسطينيين من قطاع غزة بمغادرة القطاع خلال الأشهر الماضية عبر رحلات اقتصادية منخفضة التكلفة نظمتها جهة غامضة تعرف باسم "المجد".

ادعاءات إنسانية وراء منظمة "المجد" الغامضة

ادعت "المجد" أنها منظمة إنسانية، إلا أن الصحيفة أوضحت أنه لا وجود قانوني لها في الأماكن التي تدعي العمل منها، وأنها مرتبطة بشخص يحمل الجنسية الإسرائيلية والإستونية يدعى تومر جانار ليند.

ارتباط المنظمة بشخصية إسرائيلية وإستونية

ووفقًا لـ "هآرتس"، يعرف موقع المنظمة نفسه على أنه مؤسسة تقدم المساعدة للمجتمعات المسلمة في مناطق الحروب، غير أن التحقيق كشف أنها غير مسجلة في ألمانيا أو القدس الشرقية كما تدعي.

كما أن الموقع أنشئ فقط في فبراير، وروابطها على شبكات التواصل الاجتماعي غير فعالة.

وتشير الصحيفة إلى أن نسخة قديمة من موقعها الإلكتروني تحمل شعار شركة إستونية تدعى "تالنت/جلوبز"، وهي مملوكة لنفس الشخص تومر ليند، الذي رفض التعليق على التحقيق حاليًا مكتفيًا بالقول: "لا أرغب في التعليق في هذه المرحلة، ربما لاحقًا".

استغلال الفلسطينيين

اتهمت السفارة الفلسطينية في جنوب أفريقيا، المنظمة بأنها كيان غير مسجل ومضلل استغل الظروف الإنسانية المأساوية لشعبنا في غزة، وخدع العائلات، وجمع الأموال منهم، ونظم سفرهم بطريقة غير قانونية وغير مسؤولة.

كما حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من التعرض لشبكات الاتجار بالبشر وتجار الدم ووكلاء التهجير.

ووفقًا للمعلومات، يطلب من الراغبين بالخروج دفع ما بين 1500 و2700 دولار، ويتم التواصل معهم عبر واتساب من أرقام يعتقد أنها إسرائيلية.

رحلات غامضة ومسارات محفوفة بالمخاطر

تتمركز نقاط تجمع المغادرين داخل غزة قبل ساعات من الرحيل، ومن ثم تنقل المجموعات عبر معبر كرم أبو سالم إلى مطار رامون قرب إيلات، ثم إلى دول مثل كينيا وإندونيسيا وماليزيا وجنوب أفريقيا.

ونقلت الصحيفة عن إحدى المسافرات قولها: "تركت غزة أرض الحرب والجوع، ولن أعود ما دام القتل مستمرا".

دور إسرائيلي خفي

ذكرت "هآرتس" أن مكتب الهجرة الطوعية في وزارة الدفاع الإسرائيلية أحال منظمة "المجد" إلى منسق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية لتنسيق خروج الفلسطينيين، مشيرة إلى أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر وافق في مارس على تخفيف القيود الأمنية على خروج الغزيين في إطار ما سمي بـ خطة ترامب لتهجير سكان غزة.

مشكلات في جنوب أفريقيا

واجهت آخر مجموعة من الرحلات، المؤلفة من 153 شخصًا، احتجازًا داخل الطائرة لأكثر من 12 ساعة في جوهانسبرج، بعد رفض السلطات الجنوب أفريقية دخولهم بسبب نقص الوثائق وعدم امتلاك تذاكر العودة، كما لم تختم جوازاتهم عند مغادرتهم إسرائيل، وتحدث الركاب أنهم عانوا لساعات دون طعام أو ماء.

غموض الوسطاء وشركات الطيران

أوضحت الصحيفة أن الجهات المشاركة في النقل كانت غامضة، من بينها:

• شركة فلاي يو الرومانية، التي نفذت رحلات اقتصادية إلى كينيا عبر وكيل سفر إسرائيلي رفض الكشف عن هويته.
• شركة جلوبال إيرويز (ليفت) التي نقلت الركاب من كينيا إلى جوهانسبرج، وقالت إن الوسيط أبلغها أن الرحلة ستكون زيارة قصيرة لأقل من 90 يومًا ولا تحتاج لتأشيرة.

أما وزارة جيش الاحتلال الإسرائيلي فقالت وفق ما نقلته صحيفة "هآرتس" العبرية إنها رفضت التعليق على هذه القضية.