رمضان عبد المعز: ذكر الله سلاح المؤمن وإحياء للقلوب وتنبيه للغافلين
قال الشيخ رمضان عبد المعز، إن سورة الأنبياء، هي سورة مكية عظيمة تقع في بداية الجزء السابع عشر من القرآن الكريم، ويضم هذا الجزء سورتين هما الأنبياء والحج، وكل منهما تمثل نصف جزء، وتبلغ آيات سورة الأنبياء 112 آية مليئة بالدروس والعبر وسبل السعادة في الدنيا والآخرة.
السورة بدأت بمحور مهم للغاية
وأشار الشيخ رمضان عبد المعز، خلال تقديمه برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة DMC، إلى أن السورة بدأت بمحور مهم للغاية، إذ يقول تعالى:"اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون"، وهو تنبيه واضح إلى خطورة انشغال الناس بالدنيا وإعراضهم عن ذكر الله، رغم أن القرآن الكريم يحمل ما يوقظ القلوب ويهدي العقول.
ونوه إلى أن القرآن يشير إلى أن المشكلة تبدأ من القلوب اللاهية؛ فالانشغال باللعب واللهو يصد الإنسان عن التدبر، وقد بين العلماء أن تقديم كلمة "اللهو" على "اللعب" لم يرد في القرآن إلا في موضعي الأعراف والعنكبوت لحكمة إلهية.
القرآن حذر من تراكم الذنوب على القلب
وأوضح أن القرآن حذر كذلك من تراكم الذنوب على القلب حتى يصدأ، كما ورد في قوله تعالى في سورة المطففين: "كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون"، فإذا استمر الإنسان في الإعراض، يصبح قلبه محجوبًا عن نور الهداية، فيقال عنه يوم القيامة: “كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون”، ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم.
وأكد على ضرورة حماية القلب من الصدأ الروحي، بالمواظبة على ذكر الله، فالقرآن يؤكد: “ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين”، وفي سورة طه: “ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا”.
واختتم عبد المعز بتأكيد أن ذكر الله هو سلاح المؤمن، وأن إعادة التذكير بهذه المعاني ضرورة، لما فيها من إحياء للقلوب وتنبيه للغافلين.
وقال الشيخ رمضان عبد المعز، إن من صفات المؤمنين وأهل الفضل أنهم يعرفون للناس قدرهم ويُقدرون الجميل ولا ينسون المعروف، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب أعظم الأمثلة في الوفاء ورد الجميل.
الوفاء لصاحب الفضل
واستشهد الشيخ رمضان عبد المعز، بقصة النبي عليه الصلاة والسلام عندما ذهب إلى الطائف ودعا أهلها إلى الله، فآذوه وردوه، ثم عاد إلى مكة وكان ممنوعًا من دخولها، فأرسل خادمه زيد بن حارثة إلى عدد من وجهاء مكة يطلب منهم أن يُدخلوا النبي في حمايتهم.
وأشار رمضان عبد المعز إلى أن النبي أرسل أولًا إلى الأخنس بن شريق فرفض، ثم إلى سهيل بن عمرو فرفض أيضًا، حتى بعث إلى المطعم بن عدي الذي وافق على إدخاله في جواره، فدخل النبي مكة تحت حمايته.


