زى أسود وقيود.. أقباط ينتقدون قرارات مطرانية البحيرة بشأن الحداد على وفاة الأنبا باخوميوس | خاص
في لحظات الفقد تتجلى مشاعر الحزن والوداع وتتخذ أشكالاً مختلفة للتعبير عن هذا الحزن. وفي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يعتبر الحداد على رحيل شخصية كنسية بارزة مثل الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة، مناسبة للتعبير عن التقدير والاحترام، ولكن القرارات الأخيرة الصادرة عن مطرانية البحيرة أثارت جدلاً واسعًا بين الأقباط، حيث اعتبر البعض أن هذه القرارات تتجاوز الطقوس الكنسية المعتادة.
ونشرت صفحة كنيسة العذراء بمرسى مطروح هدة تنبيهات بخصوص حضور القداسات والاجتماعات وصلوات أسبوع الآلام وقداس عيد القيامة المجيد.
وجاءت أبرز التنبيهات للسيدات والشابات بضرورة إرتداء الملابس السوداء والمحتشمة، وذلك حداداً على وفاة الأنبا باخوميوس قائم مقام البطريرك، حيث أن الإيبارشية فى فترة حداد حتى تذكار الأربعين.
ونشرت الصفحة الرسمية لكنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بكفر الدوار بمطروح تنبيهات هامة إلى الأقباط جاءت بعنوان "رجاء محبة مراعاة الآتى حسب تعليمات المطرانية" ضرورة تنفيذ التعليمات الأتية وهى:
1 – عدم القيام بأى رحلات فى شم النسيم وحتى تذكار الأربعين لمثلث الرحمات الأنبا باخوميوس
2 – الإلتزام بإرتداء الملابس السوداء والمحتشمة للسيدات والشابات حتى تذكار الأربعين.
3 – إلغاء الدورات الرياضية أو الأيام الترفيهية خلال فترة الحداد حتى تذكار الأربعين.
4 – الإكتفاء بالقداسات والاجتماعات والنهضات داخل الكنيسة.
ومن جانبه، علق الأب دوماديوس كاهن كنيسة مارمرقس بأسوان في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم قائلا: إنه يختلف مع هذا الأمر ولا يوجد مثل هذه التصرفات بالكتاب المقدس بل بالعكس لابد أن نفرح بانتقال نيافة الأنبا باخوميوس إلى السماء وأنه استراح من الحياة خصوصا أن ذلك جاء بعد فترة تعب شديدة.
وعلق المفكر القبطى كمال زاخر على تنبيهات مطرانية البحيرة الأخيرة بشأن إلزام السيدات بإرتداء الزى الأسود وإلغاء كافة الرحلات فى شم النسيم والدورات الرياضية وومنع استقبال التهانى فى عيد القيامة المجيد قائلا: هل تم اختراق صفحة إيبارشية البحيرة؟
وقال زاخر، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك "رحل الأنبا باخوميوس بشيبة صالحة وسجل محتشد بجليل الأعمال وسمو الخدمة لينعم بفرح مجيد فى معية رب المجد بما لا يتسق مع المغالاة فى تعليمات الحزن والزام ارتداء الملابس السوداء والامتناع عن استقبال المهنئين بعيد القيامة المجيد.. أغلب الظن أن صفحة الايبارشية مخترقة.
وكان قداسة البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكرازة المرقسية ترأس صلاة الجناز في كنيسة القديس مار مرقس الرسول بدمنهور، على جثمان الأنبا باخوميوس مطران إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية ورئيس دير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي، وشيخ مطارنة الكنيسة القبطية.
وشارك قداسة البابا في القداس نيافة الأنبا بولا مطران طنطا، والنائب البابوي لإيبارشية البحيرة، بالإضافة إلى عدد من الآباء المطارنة والأساقفة ومجمعى كهنة الإيبارشية ورهبان الدير.
وحضر القداس على روح الأنبا باخوميوس الدكتورة جاكلين عازر، محافظ البحيرة، واللواء محمود هويدي، مدير أمن البحيرة، وقيادات المحافظة الأمنية والتنفيذية وممثلو الأزهر والأوقاف وعدد من الطوائف المسيحية.
وتم دفن جثمان الأنبا باخوميوس فى دير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي، بناء على وصيته ، وتقدم البابا تواضروس موكب جثمان شيخ المطارنه وتوديعة إلى مثواه الأخير .
وفى سياق متصل، قال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الأنبا باخوميوس كان شخصية كنسية مؤثرة، حافظ على سلام الكنيسة والوطن في أزمات كثيرة، حيث قاد الخدمة في ظروف صعبة، مضيفًا أنه حمل رسالة المحبة والخدمة لأجيال متعددة.
وأكد قداسة البابا تواضروس، خلال عظته الأسبوعية، أنه رحل عن عالمنا الأنبا باخوميوس بعد أن أتم رسالته بكل أمانة، وترك لنا إرثًا روحيًا عظيمًا، لقد خدم الكنيسة بكل طاقته، وكان مثالًا لمن يخدم بالروح والحق، مشيرًا إلى أنه كما أن الكنيسة تؤمن بأن خدام الله الأمناء يواصلون الصلاة من أجل الكنيسة حتى بعد رحيلهم، فهم جزء من "سحابة الشهود".
