عاجل

صلاة الضحى حكمها وعدد ركعاتها .. دار الإفتاء تجيب

صلاة الضحى
صلاة الضحى

صلاة الضحى سُنَّة مؤكدة، وأقلها ركعتان باتفاق الفقهاء، واختلفوا في أكثرها، فمذهب الحنفية وبعض الشافعية أن أكثرها اثنتا عشرة ركعة، وذهب فقهاءُ المالكية، وأكثرُ الشافعية وهو المعتمد عندهم، والحنابلةُ إلى أن أكثرها ثماني ركعات، ويرى بعضُ العلماء أنه لا حَدَّ لأكثرها فيجوز للمسلم أن يصلي الضحى عدد ما شاء مِن ركعات دون تقييد بعدد معين.

صلاة الضحى

كما أن صلاة الضحى من النوافل العظيمة التي حث عليها النبي ﷺ، وهي صلاة تؤدى ما بين ارتفاع الشمس بعد الشروق إلى قبيل وقت الظهر. وقد وردت في فضلها العديد من الأحاديث النبوية التي تبين أجرها وفضل المداومة عليها، ومنها:

<span style=صلاة الضحى">
صلاة الضحى

1. تكفير الذنوب: قال النبي ﷺ: “يصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى” (رواه مسلم).

ففي هذا الحديث إشارة إلى أن صلاة الضحى تعادل الصدقات المطلوبة عن مفاصل الجسد يوميًا.

2. وصية النبي ﷺ بها: من وصايا النبي ﷺ: “أوصاني خليلي بثلاث: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام” (رواه البخاري ومسلم). وهذا يدل على أن النبي ﷺ كان يوصي بأداء هذه الصلاة لما فيها من فضل وأجر.

3. تعتبر صلاة الأوابين: قال النبي ﷺ: “صلاة الأوابين حين ترمض الفصال”(رواه مسلم). أي أنها تُصلى في وقت اشتداد حرارة الشمس، وتُعرف بأنها صلاة التائبين والمستغفرين.

4. أجر عظيم وواسع: ورد في الحديث القدسي أن الله يعطي الأجر بكرمه لمن يؤديها، كما ورد أن من يحافظ عليها فإنه يدخل في دائرة أهل الخير والطاعة.

وقت صلاة الأضحى وعدد ركعاتها

وقتها: من ارتفاع الشمس (حوالي 15-20 دقيقة بعد الشروق) إلى قبيل الظهر.

وعدد ركعاتها: أقلها ركعتان، وأكثرها ثماني ركعات، وقيل اثنتا عشرة ركعة.

المداومة على صلاة الضحى سبب لزيادة القرب من الله ونيل البركات والخيرات في الدنيا والآخرة.

<span style=صلاة الضحى">
صلاة الضحى

أقل عدد ركعات صلاة الضحى

اتفق الفقهاء على أن أقلَّ صلاة الضحى ركعتان؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أَوْصَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِرَكْعَتَيِ الضُّحَى» أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه"؛ قال الإمام النووي في "المجموع" ([صلاة الضحى سُنَّة مؤكدة، وأقلُّها ركعتان] اهـ.

اختلف الفقهاء في أكثر عدد ركعات الضحى

الرأي الأول: فالأحناف والإمامان الرُّويَانِي والرَّافِعِي مِن فقهاء الشافعية يرون إلى أن أكثر ركعات صلاة الضحى اثنتا عشرة ركعة؛ لما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ صَلَّى الضُّحَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، بَنَى اللهُ لَهُ قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ فِي الْجَنَّةِ» أخرجه الإمامان: الترمذي وابن ماجه في "السنن".

وذهبوا إلى أن أفضلها ثماني ركعات؛ لأنها ثابتةٌ بفِعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقوله، أما الاثنتا عشرة ركعةً فواردةٌ بقوله صلى الله عليه وآله وسلم لا بفِعله.

وقال الإمام الرَّافِعِي الشافعي في "فتح العزيز" ([والأفضل أن يصلي ثمان ركعات، وأكثرها اثنتا عشرة، ذكره القاضي الرُّويَانِى، ووَرَد في الأخبار] اهـ.

الرأي الثاني : وهو ما ذهب إليه فقهاء المالكية، وأكثرُ الشافعية وهو المعتمد عندهم، والحنابلةُ إلى أن أكثرها ثماني ركعات؛ لما جاء عن أم هَانِئٍ رضي الله عنها «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عَلَيْه ِوَآلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ صَلَّى سُبْحَةَ الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، يُسَلِّمُ مِنْ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ» أخرجه الأئمة: أحمد في "المسند"، وأبو داود وابن ماجه في "السنن".

وأيدة الإمام محمد بن عبد الله الخَرَشِي المالكي في "شرح مختصر خليل" في ذكر أكثر صلاة الضحى: [ومُنْتَهَاهَا عند أهل المذهب: ثَمَان] اهـ.

وقال الإمام شمس الدين الخطيب الشِّرْبِينِي الشافعي في "الإقناع: [(صلاة الضحى) وأقلُّها ركعتان، وأكثرها ثمان، كما في "المجموع" عن الأكثرين، وصححه في التحقيق، وهذا هو المعتمد] اهـ.

<span style=صلاة الضحى">
صلاة الضحى

الرأي الثالث : ذهب إليه جماعة مِن الفقهاء، منهم: الإمام أبو جَعْفَر الطَبَرِي، والإمام البَاجِي مِن المالكية والقاضي الحَلِيمِي مِن الشافعية وغيرهم إلى أن صلاة الضُّحَى ليست مِن الصلوات المحصورة بالعدَدِ فلا يُزَاد عليها ولا ينقص منها، ولكنها مِن الرغائب الَّتي يفعل الإنسان منها ما أمكنه؛ لِمَا ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى أَرْبَعًا، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللهُ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

الدلائل التي استندوا عليها :  ما جاء في السُّنة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى مرةً ركعتين ومرةً أربع ركعات ومرةً ست ركعات وأخرى ثماني ركعات، وهذا يفيد أنها غير محصورة في عدد معين، بالإضافة إلى أن الوارد عن صحابة رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وآله وَسلم أنهم كانوا يصلونَ الضُّحَى فمِنْهُم من يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَمِنْهُم من يُصَلِّي أَرْبعًا.

تم نسخ الرابط