هل تمنح رسوم ترامب الجمركية فرصة اقتصادية لمصر؟.. مدير مركز طيبة يوضح
قال الدكتور خالد رفعت صالح، مدير مركز طيبة للدراسات السياسية والاقتصادية إن رسوم ترامب الجمركية تشكل فرصة اقتصادية ضخمة لمصر إذا تم استغلالها بالشكل الصحيح مشيراً إلي أن حجم واردات الولايات المتحدة من الملابس من دول مثل فيتنام يبلغ 84 مليار دولار، ومن بنجلاديش 34 مليار دولار، ومن الصين 67 مليار دولار، مما يعني أن السوق الأمريكي مفتوح أمام البدائل القوية.
حجم صادرات الملابس المصرية ومزايا الرسوم الجمركية
وأشار "صالح" عبر منشور له عبر صفحة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إلى أن صادرات مصر من الملابس لا تتجاوز 2.5 مليار دولار، منها 1.5 مليار دولار موجهة للسوق الأمريكي عبر اتفاقية الكويز، ومع فرض رسوم ترامب الجمركية التي تتراوح بين 30% و90% على أغلب الدول، فإن مصر تتمتع بميزة تنافسية، حيث تخضع لصنف الجمارك الأقل عالميًا بنسبة 10% فقط.
لماذا لا تستطيع أمريكا تصنيع الملابس محليًا؟
أكد مدير مركز طيبة للدراسات السياسية والاقتصادية أن الهدف من رسوم ترامب الجمركية هو دعم الصناعة الأمريكية، وهو أمر قد ينجح في القطاعات التكنولوجية مثل السيارات والإلكترونيات، لكنه مستحيل في قطاع الملابس ويرجع ذلك إلى ارتفاع الحد الأدنى للأجور في أمريكا إلى 15 دولارًا في الساعة، فضلًا عن القوانين الصارمة التي تحمي العمال وتزيد التكلفة، مما يجعل الاعتماد على الاستيراد أمرًا لا مفر منه.
تجارب دول أخرى في استغلال الفرص الاقتصادية
واستشهد صالح ، بتجربة نيكاراجوا عام 1992، حينما فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية مرتفعة على واردات الملابس من الصين وتايوان وكوريا، مما دفع نيكاراجوا لإنشاء 52 منطقة صناعية متخصصة في صناعة الملابس، وقدمت الحكومة هناك أراضي مجانية وإعفاءات ضريبية، مع اشتراط تشغيل 500 عامل لكل مصنع، ونتيجة لذلك، جذبت البلاد رؤوس الأموال الأمريكية والآسيوية، مما أسفر عن 226 مصنعًا وظّفوا 100 ألف عامل في حينه، وحاليًا وصل العدد إلى 260 ألف عامل، مع صادرات سنوية بقيمة 21 مليار دولار، أي ثلاثة أضعاف دخل قناة السويس.
الخطوات المطلوبة لاستغلال رسوم ترامب الجمركية
اقترح "صالح" مجموعة من الخطوات التي يجب تنفيذها فورًا لضمان استفادة مصر من هذه الفرصة، وتشمل:
- إرسال وفود استثمارية محترفة للتواصل مع ملاك مصانع الملابس في الدول التي تأثرت برسوم ترامب الجمركية، وعرض حوافز استثمارية مثل الأراضي المجانية، الإعفاءات الضريبية، وتسهيلات جمركية، بشرط تشغيل ألف عامل مصري بحد أدنى للأجور 200 دولار شهريًا.
- دعوة رجال الأعمال المصريين وملاك مصانع الملابس القائمة للمشاركة في جذب الاستثمارات الأجنبية والاستفادة من التسهيلات، مع التأكيد على ضرورة التصنيع الحقيقي وليس استيراد الملابس من الصين وإعادة تصديرها، لتجنب أي مشكلات قد تؤدي إلى فرض عقوبات أمريكية.
- إزالة العقبات الإدارية التي تعيق الاستثمار، مثل إجراءات التراخيص والقيود البيروقراطية، من خلال إنشاء إدارة موحدة في كل منطقة صناعية تتولى إصدار التراخيص خلال شهر واحد فقط، تحت إشراف كليات الهندسة بالمحافظات.
هل يمكن أن يفرض ترامب رسومًا جمركية على مصر مستقبلاً؟
طمأن مدير مركز طيبة للدراسات السياسية والاقتصادية، المخاوف بشأن احتمال فرض أمريكا رسومًا جمركية إضافية على الملابس المصرية، مؤكدًا أن ذلك غير مرجح نظرًا لاستحالة تصنيع الملابس محليًا في الولايات المتحدة على نطاق واسع، لكنه شدد على ضرورة تنويع الأسواق التصديرية واستهداف الدول التي تربطها بمصر اتفاقيات تجارة حرة، مثل دول الكوميسا وغيرها، لضمان استدامة النمو في قطاع الملابس.
واختتم صالح، حديثه بالتأكيد على أن رسوم ترامب الجمركية تمثل فرصة ذهبية لمصر يجب استغلالها سريعًا، لما لها من تأثير كبير على توفير فرص العمل وزيادة الاحتياطي النقدي من الدولار، ما قد يسهم في تقليل الاعتماد على القروض الخارجية وتحقيق نهضة اقتصادية حقيقية.
اقرأ أيضاً:
جمارك مطار برج العرب تضبط محاولة تهريب عدد من الهواتف المحمولة
الغرف التجارية عن الاستثمار في مصر: لدينا 3 مليار مستهلك بدون جمارك
خبير اقتصادي: قرارات ترامب الجمركية قنبلة موقوتة تهدد العالم (فيديو)
