كان متخوفا من التجويد ثم أصبح أحد عمالقة التلاوة .. الشيخ عبد السميع عيسى
في مثل هذا اليوم، الأحد 14 نوفمبر 2010م، الموافق 8 ذي الحجة 1431هـ، رحل عن عالمنا القارئ الشيخ عبد السميع محمد علي عيسى أحد عمالقة دولة التلاوة المصرية عن عمر ناهز 88 عاما، بعد مسيرة حافلة بالتقوى والعلم وخدمة كتاب الله.
ولد الشيخ عبد السميع يوم 12 يونيو 1922م، بقرية سهواج مركز أشمون بمحافظة المنوفية، وقد عرف بتفانيه في تعليم الناس تلاوة القرآن وحفظه، محققا مكانة مرموقة بين حفاظ وقراء القرآن في مصر.
إتقان التلاوة
قال الشيخ عبد السميع عيسى عن نفسه : سافرت إلى القاهرة لأعمل في غير حفظ القرآن، وفرحت جدا لخروجي من الكتاب، خصوصا وأن الشيخ كان شديدا في تعليمه، ولكن أحاطني الله برعايته وعنايته، فرجعت إلى حفظ القرآن الكريم من أول سورة البقرة إلى أن وصلت إلى سورة التوبة، وبالأساس المتين الذي وضعه لي الشيخ في إتقان التلاوة استطعت أن أحفظ من أول سورة البقرة دون معلم ولا مصحح.
بداياته العلمية
وفي عام 1945م تقدم الشيخ عبد السميع عيسى بطلب ليعمل في قصر الملك فاروق ضمن عمال القصر، والتقى في هذا العام بأحد الأفاضل الحافظين لكتاب الله، الشيخ سيد محمد سعيد من قرية تل بني تميم، فسمعني في تلاوة القرآن من سورة الصف عند وفاة أحد أبنائي الصغار، وكان اسمه يحيى، فسأله هل أنت جوّدت القرآن؟ فقلت لا، فقال أنا أجوّده لك، فاشترى لي نسختين، إحداهما تحفة الأطفال والأخرى الجزرية.
الشيخ عبد السميع عيسى كان متخوفا من التجويد، لكن يسره الله له، وأعجب بي الشيخ فعلمه قراءة نافع، وكان يرافقنه في رحلة التجويد شقيقه كريم اسمه الشيخ حسن سيد محمد الحلو. وزاده الله فتوحا فمن علي بحفظ الشاطبية للقراءات السبع، فشرحها أيضا على شيخه الشيخ سيد محمد سعيد، وكان قد بشره بمستقبل عظيم، وقد حقق الله أمنيته حتى وصل إلى الإذاعة المصرية، وبدأت إذاعاته في عام 1974م".
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وترك إرثًا علميًا ودعويًا مستمرًا، يلهم الأجيال القادمة ويستمر أثره بين محبي القرآن الكريم



