حكم الصلاة في مسجد فوقه سكن.. الإفتاء توضح شروط صحتها

يتساءل الكثير عن حكم الصلاة في مسجد فوقه سكن، وهل تُعتبر الصلاة صحيحة، وهل تصح فيها صلاة الجماعة والجمعة؟ يستعرض موقع "نيوز روم" آراء دار الإفتاء المصرية والفقهاء حكم الصلاة في مسجد فوقه سكن وشروط صحتها.
حكم الصلاة في مسجد فوقه سكن
أجاب فضيلة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، مفتي الديار المصرية عام 1978 والذي أصبح لاحقًا شيخ الأزهر الشريف، على هذا التساؤل، موضحًا أن الأصل في بناء المسجد أن يكون خالصًا لله، دون ارتباط بأي غرض آخر كالشهرة أو الاستفادة الشخصية، واستشهد بقول الله تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ (الجن: 18).

رأي الفقهاءفي الصلاة في مسجد فوقه سكن
رأى المذهب الحنفي، أنه إذا تم إنشاء بناء فوق المسجد أو تحته لغرض الانتفاع الشخصي، فإن المبنى لا يكتسب صفة المسجدية، وبالتالي، يمكن لصاحب العقار بيعه أو توريثه، لأن المسجدية لم تتحقق فيه بشكل كامل. ومع ذلك، إذا كان البناء فوق المسجد أو تحته مخصصًا لخدمة المسجد نفسه، فإنه يُعتبر جزءًا منه.
فيما أبدى المذهب المالكي تحفظه بشأن إقامة مساكن فوق المساجد، مشيرًا إلى كراهية ذلك، خاصة إذا كان المكان يستخدم للسكن العائلي، كما أكد على ضرورة احترام هواء المسجد ومنع الجنب من استخدامه.
وأجاز المذهب الحنبلي، تخصيص علو الدار أو شغلها لتكون مسجدًا، بشرط ألا يؤثر ذلك على قدسية المكان.
شروط صحة صلاة الجماعة في مسجد فوقه سكن
استند الشيخ جاد الحق إلى قاعدة فقهية مفادها أن "الضرورات تبيح المحظورات"، مشيرًا إلى أن إقامة المساجد تحت العمارات قد يكون ضرورة في ظل ضيق الأماكن المتاحة في المناطق المكتظة بالسكان، مؤكدا أن صلاة الجماعة والجمعة في هذه المساجد تصح إذا تمت بموافقة ولي الأمر أو إذا أقيمت الصلاة فيها وفق الشروط الشرعية.
متى يكتسب المسجد صفة المسجدية
وقال عند إقامة صلاة الجماعة أو الجمعة في هذه الأماكن بإذن شرعي، فإنها تكتسب صفة المسجدية، مما يلزم احترامها والتعامل معها وفق أحكام المساجد.
وأوضح إذا لم تحقق الشروط اللازمة، فإنها تُعتبر مجرد مصليات، ولا يجوز إقامة صلاة الجمعة فيها، مع ضرورة أداء الصلاة في الجوامع الكبرى.
