أحد أعلام القرّاء في الصعيد.. معلومات عن الشيخ علي ربيع السلواوي بعد رحيله
توفي أمس، القارئ علي محمد عبد الحليم، الشهير بالشيخ علي ربيع السلواوي، وتحولت صفحات التواصل الاجتماعي بأسوان ومدينة كوم أمبو لحالة من الحزن فمن هو الشيخ علي ربيع السلواوي؟
وفاة الشيخ علي ربيع السلواوي
الشيخ علي ربيع السلواوي كان أحد كبار علماء الأزهر الشريف، وأحد أعلام القرّاء في صعيد مصر والعالم العربي.
وُلد الشيخ علي ربيع السلواوي الراحل في قرية الحجندية مركز كوم أمبو محافظة أسوان، وتخرّج في جامعة الأزهر الشريف حيث حصل على الإجازة العالية في الدراسات الإسلامية والعربية، كما نال عالية القراءات وتخصص القراءات وإجازة التجويد، وحصل على سند الإقراء والقراءة المتصل إلى أئمة القراء الكبار مثل الشيخ محمد سليم المنشاوي، والشيخ محمد محيسن، والشيخ أحمد عبد العزيز الزيات، وغيرهم من كبار العلماء عمل الشيخ علي ربيع في بداية حياته مدرسًا للقرآن الكريم وعلومه بمعهد أسوان الثانوي العسكري، ثم مدرسًا للعلوم الشرعية والعربية، قبل أن يُعار إلى دولة الكويت عام 1978 ليعمل مدرسًا للقرآن الكريم بمدارس دار القرآن التابعة لوزارة الأوقاف الكويتية، حيث أحيا العديد من المحافل والاحتفالات، أبرزها احتفال الأوبك في الأحمدي بحضور أمير البلاد وكبار المسؤولين.
كما عمل الشيخ مبعوثًا من الأزهر الشريف إلى دولة لبنان لنشر الثقافة الإسلامية، وأشرف على تدريس القراءات في أزهر لبنان بالبقاع، وله مؤلف علمي بعنوان: "الضوابط العلمية لأداء الألفاظ القرآنية" قدّمه حسبةً لله تعالى لطلاب العلم وقراء القرآن الكريم.
كان الشيخ الراحل مثالًا للعلم والتواضع والخلق الكريم، حمل القرآن في صدره، وعلّمه للناس في مشارق الأرض ومغاربها، وأفنى عمره في خدمة كتاب الله ونشر رسالته.
فضل تعلم القرآن وتعليمه
حثَّ الشرع الشريف على تعلم القرآن وتعليمه، وجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم متعلمَ القرآن ومعلِّمَه خيرَ الأمة، فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» أخرجه البخاري.
قال الإمام ابن بطال في "شرح البخاري": [حديث عثمان يدل على أن قراءة القرآن أفضل أعمال البر كلها؛ لأنه لما كان مَن تعلَّم القرآن أو علَّمه أفضلَ الناس وخيرَهم دل ذلك على ما قلناه؛ لأنه إنما وجبت له الخيريةُ والفضلُ مِن أجل القرآن، وكان له فضلُ التعليم جاريًا ما دام كلُّ مَن علَّمه تاليًا].
وبيَّن النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أن حافظ القرآن وقارئَه مع الملائكة في المنزلة؛ فقال: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَانِ» رواه الإمام البخاري في "صحيحه" من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وحافظ القرآن لا تمسه النار؛ فروى الإمام أحمد في "مسنده" والدارمي في "سننه" عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْ أَنَّ الْقُرْآنَ جُعِلَ فِي إِهَابٍ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَقَ»، قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: [«في إهابٍ» يعني: في قلب رجل، هذا يُرْجَى لمَن القرآنُ في قلبه أن لا تمسه النار].





