الشيخ خالد الجندي: احذروا شرك النفس وانسبوا النعمة إلى المنعم
قال الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن قوله تعالى: «لكِنْ هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا» يحمل تحذيرا من نوع خاص من الشرك، وهو ما يسمى بـ" شرك النفس ".
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية خالد الجندي خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء، أن شرك النفس هو أن يظن الإنسان أنه حقق إنجازاته أو جمع ماله أو نال منصبه بجهده أو ذكائه أو وسامته أو نسبه، متناسيا أن كل نعمة هي من فضل الله تعالى وحده، قائلا: "كله من الله، وعلمك ما لم تكن تعلم، وكان فضل الله عليك عظيما".
وأضاف خالد الجندي أن على الإنسان أن يتواضع ويعترف بفضل الله عليه، وألا ينسب النعمة إلى نفسه حتى لا يقع في شرك خفي، مشيرا إلى أن الاعتراف بالفضل لله هو الوصفة العلاجية لهذا المرض القلبي الخطير.
https://youtu.be/vaeiWTcKDfo?si=ZFqZ4G-QD0b7nLBK
وأوضح الجندي خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء، أن الرجل الفقير لم يكن نبيًا ولا صاحب سلطان، ومع ذلك اهتمت العناية الإلهية بحواره مع الغني، لتبين أن كل ما يدور في النفس مرصود عند الله ويحاسَب عليه الإنسان. وقال: "صاحب الجنتين لما قال لصاحبه: أنا أكثر منك مالًا وأعز نفرًا، ربنا ما عدّاش الجملة دي، رغم إنها كانت حديثا عابرا بين شخصين.
التفاخر ليس فقط باللسان أمام الناس
وأضاف خالد الجندي أن هذه القصة تحمل رسالة لكل إنسان، مفادها أن التفاخر ليس فقط باللسان أمام الناس، بل قد يكون في القلب، موضحًا أن الرجل لم يقل كلامه رياءً أمام جمع من الناس، بل عبّر عن ما في قلبه من غرور داخلي وإعجاب بالنفس، وهو ما عاقبه الله عليه.
ضمائر العباد
وأشارالشيخ خالد الجندي إلى أن الحوار بين الرجلين دليل على أن الله يسمع ما في ضمائر العباد كما يسمع كلماتهم، مستشهدًا بقوله تعالى: "وهو معكم أينما كنتم"، مضيفًا: "أي حوار بينك وبين نفسك أو بينك وبين أحد، حتى لو في السر، مرصود عند الله، لأنه لا تخفى عليه خافية".
وأكد خالد الجندي أن المؤمن الحقيقي هو من يراقب حال قلبه، لأن الانحراف يبدأ من الداخل، مضيفًا: "لو إن صاحب الجنتين كان راضيًا بما لديه، ما كانش قال لصاحبه أنا أكثر منك مالًا، إنما فقدان الرضا بيكشف فساد القلب".



