00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

الأعلى للشئون الإسلامية يحيي سيرة علم من أعلام الأزهر"الأحمدي أبو النور"

الأحمدي أبو النور
الأحمدي أبو النور

 يحيي المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ذكرى رحيل العالم الجليل، ووزير الأوقاف الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور محمد الأحمدي أبو النور, الذي انتقل إلى رحمة الله في الحادي عشر من نوفمبر، بعد عمرٍ حافلٍ بالعلم والعطاء والإصلاح.

وقال المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أن الدكتور الأحمدي أبو النور كان  نموذجا للعالم الأزهري الموسوعي، جمع بين دقة الفقيه، وعمق المحدث، وسماحة الداعية، وحنكة الإداري. ترك أثرا خالدا في ميادين التعليم والدعوة والفكر الإسلامي، وارتبط اسمه بالمحافل العلمية والمجالس الدعوية في مصر والعالم العربي والإسلامي.

مشرق الميلاد

في صباح يوم السبت، التاسع من جمادى الآخرة سنة 1349هـ الموافق الأول من نوفمبر 1930م، ولد في مركز الشهداء بمحافظة المنوفية فتىً قُدِّر له أن يكون من كبار علماء الأمة.
نشأ في بيتٍ أزهريٍّ عريق، والده من علماء الأزهر الشريف، فوهبه منذ صغره للقرآن وللطريق الأزهري المبارك. أتمَّ حفظ كتاب الله الكريم، ونال إجازة برواية حفص عن عاصم عام 1950م، متميّزًا بين أقرانه بالحفظ والفهم والإتقان.
تابع دراسته في معهد القاهرة الديني حتى حصل على الثانوية الأزهرية عام 1952م، ثم تخرّج في كلية أصول الدين عام 1956م، وتوّج مسيرته بشهادة العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية عام 1957م.

من محراب التعليم إلى منبر الدعوة

بدأت مسيرته العملية مدرسًا في معاهد سوهاج ومنوف وبنها، حيث غرس في طلابه حبّ السنة وصدق الانتماء للأزهر. ثم اختار طريق البحث العلمي، فكان معيدًا بقسم الحديث النبوي وعلومه عام 1963م، ونال الماجستير عام 1968م، ثم الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى.

تدرج في الدرجات الأكاديمية حتى بلغ الأستاذية عام 1981م، وتولى رئاسة قسم الحديث النبوي وعلومه بكلية أصول الدين، ثم وكيلاً للكلية، فعميدًا لها بين عامي 1982م و1984م، مخلّدًا في أروقتها أثر العالم المربّي والقيادي الرصين.

ولم يقتصر عطاؤه على رحاب الأزهر الشريف، بل امتد إلى جامعات العالم الإسلامي؛ حيث أُعير لجامعة أم درمان بالسودان (1976–1978م)، ثم لجامعة الكويت (1979–1981م)، فكان سفيرًا للفكر الأزهري المستنير أينما حلّ.

توليه وزارة الأوقاف ورئاسة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

في الرابع عشر من يوليو عام 1984م، تولى الدكتور الأحمدي أبو النور وزارة الأوقاف ورئاسة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، فجمع بين العلم والإدارة، وبين الفكر والرسالة، وكان من القلائل الذين استطاعوا أن يطبعوا العمل الإداري بروحٍ علميةٍ راقية.
ظل في موقعه حتى الحادي عشر من نوفمبر 1986م، مقدِّمًا نموذجًا للوزير العالِم الذي يربط المنصب بالرسالة، والمسئولية بالقيم، والعلم بالعمل.

ثم واصل مسيرته العلمية عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية (2007م)، وعضوًا بهيئة كبار العلماء (2012م)، ليبقى صوته حاضرًا في ساحات الفكر والحوار والإفتاء حتى آخر أيامه.

الأثر العلمي والدعوي

خلّف الدكتور الأحمدي أبو النور تراثًا علميًّا زاخرًا امتد أثره في المكتبات والجامعات، ومن مؤلفاته الماتعة:
• منهج السنة في الزواج (رسالة الدكتوراه).
• السنة في العقيدة والأخلاق والسلوك.
• قبسات من هدي السنة.
• من هدي السنة في الجهاد ومكانة المرأة.
• تفسير سورة الإسراء (بالاشتراك مع د. أحمد كمال المهدي).
• شذرات من علوم السنة.

كما برع في تحقيق أمهات الكتب الإسلامية، فقدم للأمة كنوزًا تراثية بعينٍ نقديةٍ ومنهجٍ دقيق، منها:
• جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي.
• الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب.
• معالم الإيمان في طبقات علماء القيروان.
• درة الحجال في أسماء الرجال.
• شرح السنة للبغوي (بالاشتراك مع الأستاذ السيد أحمد صقر).

وله أبحاث علمية رصينة نُشرت بعدة لغات، منها:
• كيف صاغ القرآن شخصية النبي ﷺ.
• دروس وعبر من قصة يوسف عليه السلام.
• استهداف القاضي المسلم الحكم بالعدل.
• تعميق السماحة بين المتحاكمين.
• من أخلاقيات الحوار مع الآخر.

كما أثرى الإعلام الدعوي بمئات الحلقات والبرامج المسموعة والمرئية، أبرزها موسوعة «السنة النبوية الشريفة» التي قاربت ألفي حلقة، فكان فيها لسانًا ناطقًا بحكمة السنة وضياء النبوة.

تكريم العلماء تاجٌ على جبين الأمة

تقديرا لعطائه العلمي والدعوي، نال فضيلته عدة أوسمة وجوائز رفيعة، منها:
• الدكتوراه الفخرية من الجامعة المحمدية بإندونيسيا عام 1987م.
• وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1986م.
• وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1993م.

رحيل عالِم من الطراز النادر

في يوم الأربعاء الثامن والعشرين من المحرم سنة 1437هـ، الموافق 11 نوفمبر 2015م، طوى الدكتور الأحمدي أبو النور صفحة عمرٍ امتد خمسةً وثمانين عامًا في خدمة العلم والدعوة، تاركًا أثرًا خالدًا وسيرةً تفيض علمًا وورعًا وخلقًا.

تم نسخ الرابط