وزارة الأوقاف: أطلقنا مجالس البردة في المساجد لهذه الأسباب..؟
أكد الدكتور إبراهيم المرشدي، مدير عام الإرشاد الديني ونشر الدعوة بوزارة الأوقاف، أن مجالس قراءة البردة الشريفة للإمام البوصيري رضي الله عنه، ليست مجرد نظم أو شعر يُقال، بل هي ميثاق ودٍّ روحي بين العباد وخالقهم، وصلة وجدانية مع سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن هذه القصيدة احتلت منزلة سامية في تاريخ الأمة الإسلامية، وتُليت في أعرق المساجد من المسجد الحرام والمسجد النبوي إلى الأزهر الشريف والزيتونة والقرويين.
وأوضح خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "مع الناس" المذاع على قناة الناس اليوم الثلاثاء، أن الهدف من هذه المجالس هو إعادة المسلمين إلى الحالة الروحية التي عاشها المسلمون على مدار أكثر من ألف عام، وإحياء الارتباط بالنبي صلى الله عليه وسلم في وجدان الأمة، عبر أجواء إيمانية تسمو بالقلوب وتُهذّب السلوك.
وأضاف أن اختيار المساجد الكبرى في المحافظات جاء لضمان الأداء الحسن، إذ يُشترط أن يتمتع الإمام بصوت ندي وأداء قوي يليق بجلال المعاني التي تحملها البردة.
وأشار المرشدي إلى أن وزارة الأوقاف بدأت تنفيذ الفكرة في المساجد الكبرى ذات الأصوات الحسنة، مع فتح الباب أمام جميع الأئمة الراغبين في إحياء هذه السنة في مساجدهم، مضيفًا أن الوزارة شجعت أيضًا على التعاون مع المبتهلين المعتمدين بالإذاعة والتليفزيون للمشاركة في هذه المجالس، لتصل الرسالة بأفضل أداء وأسمى روح.
وأكد أن هذه المبادرة تأتي في إطار حرص وزارة الأوقاف على تعميق القيم الروحية وتعزيز محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب المصريين، ضمن جهودها المستمرة لبناء الشخصية الوطنية على أسس دينية راسخة.
https://youtu.be/FO2x00V4vRE?si=nLh8x9AFXFVvHrJg
أعلنت وزارة الأوقاف انطلاق مجالس قراءة البردة الشريفة للإمام البوصيري (رضي الله عنه) بالمساجد الكبرى على مستوى الجمهورية، حيث تقام هذه المجالس ليلة الجمعة من كل أسبوع بعد صلاة العشاء، بعدد (٢١٢١) مجلسًا في مختلف المديريات، يشارك في أدائها نخبة من الأئمة أصحاب الأصوات الندية والأداء المتمز.
الكواكب الدرية في مدح خير البرية
وتعد "بردة البوصيري" واحدة من أعظم قصائد المديح النبوي في التراث الإسلامي، نظمها الإمام شرف الدين محمد بن سعيد البوصيري في القرن السابع الهجري، وجعلها قصيدة خالدة تمتزج فيها المحبة النبوية بعمق الإيمان وجمال البيان, وقد كتبها البوصيري بعد أن ألم به المرض، فرأى في منامه النبي ﷺ يمسح عليه بردته الشريفة فشفي من مرضه، فاشتهرت القصيدة منذ ذلك الحين باسم "الكواكب الدرية في مدح خير البرية"، أو كما تُعرف اختصارًا بـ"البردة.
حب الرسول ﷺ
وتمتاز هذه القصيدة بروعة أسلوبها وصدق عاطفتها، حتى أصبحت تتلى في المجالس الدينية والاحتفالات النبوية في مختلف أنحاء العالم الإسلامي لما تحمله من معان سامية في حب الرسول ﷺ وتعظيم رسالته.
و تسعى وزارة الأوقاف من خلال هذه المجالس إلى إحياء القيم الروحية وتعميق معاني المحبة النبوية في القلوب، وربط الأجيال الجديدة بسيرة النبي الكريم ﷺ، واستلهام الدروس والقيم من شعر المديح النبوي الذي يجمع بين جمال البيان وصدق الإيمان، ويعكس روح الوسطية والتسامح في التراث الإسلامي الأصيل.



