ليس زهران ممداني وحده.. ما سبب تزايد التمثيل السياسي للمسلمين؟

أعلن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) أن ما لا يقل عن 38 مرشحًا مسلمًا حققوا الفوز في الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء الماضي على مستوى الولايات الأمريكية، حيث شملت النتائج مناصب متنوعة من بينها عضوية المجالس التشريعية في الولايات، ومناصب العمد في عدد من المدن الأمريكية، بالإضافة إلى عضوية مجالس المدن وغيرها من المناصب المحلية.

وأوضح المجلس، الذي يعد أكبر منظمة إسلامية في الولايات المتحدة، في تقرير صادر عنه حول نتائج الانتخابات، أن هذه الدورة الانتخابية شهدت تسجيل أرقام قياسية من حيث عدد المرشحين المسلمين وعدد الفائزين منهم بالمناصب الحكومية والتشريعية عبر مختلف الولايات.

وأشار التقرير إلى أن إجمالي عدد المرشحين المسلمين بلغ 76 مرشحًا، نجح 38 منهم في الفوز بمقاعدهم، وهو ما وصفه المجلس بأنه “إنجاز غير مسبوق” يعكس تنامي الحضور السياسي للمسلمين الأمريكيين واتساع مشاركتهم في الحياة العامة.

فوز المسلمين في الولايات المتحدة

في هذا الصدد أكدت الدكتورة شيرين النجار، الباحثة في الشأن الأمريكي، أن التقارير الصادرة بعد انتخابات نوفمبر 2025 تعكس الزخم المتزايد والنجاحات البارزة للمرشحين المسلمين في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن النتائج الأخيرة التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة تُظهر بوضوح صعود التمثيل السياسي للمسلمين على نحو غير مسبوق.

وقالت الدكتورة شيرين النجار في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، إن من أبرز النجاحات في هذه الانتخابات فوز زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك، في إنجاز تاريخي يعد الأول من نوعه، موضحة أن زهران ممداني، وهو ديمقراطي تقدمي، حصل على أكثر من 50% من الأصوات، وهو ما يمثل سابقة في واحدة من أكبر المدن الأمريكية وأكثرها تنوعًا، ويعكس في الوقت ذاته انتصارًا للتيار اليساري التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، الذي يركز على قضايا العدالة الاجتماعية والقدرة على تحمل تكاليف المعيشة في المدن الحضرية.

سبب تزايد التمثيل السياسي للمسلمين

وأضافت النجار أن تزايد التمثيل السياسي للمسلمين يعود إلى مجموعة من العوامل، أبرزها الاستقطاب السياسي والتحول في أنماط التصويت، حيث أظهرت الاستطلاعات أن الناخبين المسلمين تحولوا بأعداد كبيرة للتصويت لصالح مرشحين من أحزاب ثالثة، كما استخدموا أصواتهم لمعاقبة المرشحين الرئيسيين، خاصة في الانتخابات الرئاسية، بسبب مواقفهم من قضايا السياسة الخارجية، وهو ما زاد من أهمية الكتلة التصويتية للمسلمين في المشهد الانتخابي الأمريكي.

وأشارت إلى أن التركيز على القضايا الداخلية كان له دور محوري في هذه النجاحات، إذ إن فوز مرشحين مثل ممداني يعود إلى تركيزهم على احتياجات الناخبين اليومية، وعلى رأسها السكن الميسور التكلفة والرعاية الصحية.

وختمت أن التنظيم المجتمعي أسهم بشكل كبير في هذا الصعود، حيث واصلت المنظمات الإسلامية جهودها لزيادة تسجيل الناخبين وتشجيعهم على المشاركة، حتى وصلت نسبة تسجيل الناخبين المسلمين المؤهلين إلى نحو 85%، وهو رقم يعكس الوعي السياسي المتنامي داخل الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة.