هل يعتبر القئ العارض من نواقض الوضوء؟ دار الإفتاء توضح

تعتبر مسألة تأثير القيء على صحة الوضوء من الموضوعات التي اختلف فيها العلماء، إذ تنوعت الأراء بين بنقضه والرافضين لذلك ، ونستعرض أبرز هذه الآراء مع الأدلة المؤيدة لكل منها.
1. رأي جمهور الفقهاء:
في معظم المذاهب الفقهية، يعتبر القيء من الأمور التي تنقض الوضوء. فقد أجمع جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة على أن القيء ينقض الوضوء، ويجب على المسلم إعادة وضوئه بعد القيء.
الدليل من السنة:
ورد في حديث رواه مسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ‘من أكل أو شرب أو قاء فليغتسل’”. وهذا الحديث يعتبر من الأدلة القوية على أن القيء ينقض الوضوء.
وقد ذهب جمهور العلماء إلى أن القيء ينقض الوضوء لأنّه يخرج من المعدة، وهو من الأمور التي تستدعي الحدث في الجسم.
2. رأي الحنفية:
بينما يرى علماء المذهب الحنفي أن القيء لا ينقض الوضوء. وهم يعتبرون أن القيء لا يختلف عن خروج الريح أو التعرق من حيث أنه لا يُعتبر حدثًا في ذاته. ولذلك، إذا قاء الشخص فلا يلزمه إعادة الوضوء.
الدليل عند الحنفية:
قال الحنفية إن القيء ليس من الأشياء التي تخرج من السبيلين (السبيلان: الدبر والفرج)، وإنما هو شيء يخرج من المعدة فقط، وبالتالي لا يُعتبر ناقضًا للوضوء.
رأي دار الإفتاء:
من خلال النظر في فتاوى دار الإفتاء المصرية، نجد أن دار الإفتاء قد أيدت رأي الجمهور في مسألة القيء. فقد أكدت دار الإفتاء في فتاوى سابقة أن القيء ينقض الوضوء بناءً على الأدلة الواردة من السنة النبوية الشريفة، حيث أوردت أن القيء يخرج من المعدة ويعد من الأمور التي تستدعي حدثًا في الجسم.
إلا أن دار الإفتاء أيضًا شددت على أن الأمر لا يتعلق بالقيء العارض الذي يحدث نتيجة لسبب مؤقت كمرض أو ضيق في المعدة، بل أن القيء الكبير أو المتكرر الذي يستدعي إعادة الوضوء
نواقض الوضوء
الوضوء هو الطهارة التي يتوضأ بها المسلم قبل أداء الصلاة، وهناك أمور تُعتبر نواقض للوضوء، أي تُبطل الطهارة وتستدعي تجديدها. اتفق العلماء على بعض هذه النواقض، بينما اختلفوا في البعض الآخر
النواقض المتفق عليها:
1. خروج شيء من السبيلين (القبل والدبر):
• مثل البول، الغائط، والريح. 
• استثناء: خروج الريح من قُبل المرأة لا ينقض الوضوء.
2. زوال العقل:
• يحدث ذلك بالجنون، الإغماء، السكر، أو النوم الغالب على السمع.
النواقض المختلف فيها:
1. مس الذكر (عضو الرجل):
• الحنفية: لا ينقض الوضوء.
• الجمهور (المالكية، الشافعية، الحنابلة): ينقض الوضوء.
2. مس الفرج (عضو المرأة):
• الجمهور: ينقض الوضوء.
• المالكية: ينقض الوضوء بمس الذكر فقط، لا بمس الدبر.
3. التقاء بشرة الرجل مع بشرة المرأة (اللمس بشهوة):
• الجمهور: ينقض الوضوء.
• الحنفية: لا ينقض الوضوء إلا إذا كان مع الشهوة.
4. أكل لحم الإبل:
• الجمهور: ينقض الوضوء.
• الحنفية: لا ينقض الوضوء