اعترافات المدعية العامة الإسرائيلية أمام المحكمة.. ماذا قالت؟
اعترفت المدعية العامة الإسرائيلية يفعات تومر يروشالمي، في جلسة محاكمتها يوم السبت، أنها لم تُشرك أحدًا في تسريب فيديو تعذيب جيش الاحتلال الإسرائيلي للمواطنين الفلسطينيين، بل أخفت دورها عن جميع كبار المسؤولين، وفقًا لما كشفته صحيفة ديعوت أحرنوت العبرية.
ويركز التحقيق مع يروشالمي على الاشتباه في "تقديم معلومات كاذبة" حول عملية فحص التسريب في قضية فيديو منشأة سديه تيمان.
اعترافات المدعية العامة الإسرائيلية أمام المحكمة
وفقًا للصحيفة العبرية، اعترفت المدعية العامة الإسرائيلية أنها لم تُشرك رئيس أركان جيش الاحتلال السابق هرتسي هاليفي، ووزير دفاع الاحتلال السابق يوآف جالانت، والمستشارة القانونية لرئيس الوزراء غالي بهاراف-ميارا في تسريب الفيديو.
وقالت يروشالمي أنها أخفت دورها في تسريب مقطع فيديو للانتهاكات الإسرائيلية في حق الفلسطينيين في معتقل أمني في سديه تيمان.
واتهم جالانت المدعية العامة الإسرائيلية بأنها كذبت عليه عمدًا عندما سألها عن التسريب، وقال: "فور تسريب الفيديو من سديه تيمان، أصدرت تعليماتي بفتح تحقيق سريع للعثور على المسرب وتقديمه للعدالة. استدعيت المدعية العسكرية إلى مكتبي لفهم سبب تباطؤ التحقيق. سألتها لماذا لم يتم تحديد هوية المسرب. وفي إجابتها، كما يتضح للجميع اليوم، كذبت المدعية العسكرية بخبث وقالت إن التحقيق مطول لأن عشرات الأشخاص اطلعوا على الفيديو".
وقالت الصحيفة العبرية أن الشرطة أكملت فحص الهاتف الذي عثر عليه أمس الجمعة، وكشفت النيابة أنه يعود للمدعية العامة الإسرائيلية، والتي أُفرج عنها صباح في نفس اليوم من الاحتجاز في سجن نافيه ترتسا.
الإفراج عن المدعية العامة الإسرائيلية
ووافقت محكمة الصلح في تل أبيب على الإفراج عنها ووضعها رهن الإقامة الجبرية لمدة عشرة أيام، وبناءً على طلب الشرطة، منعتها المحكمة من التواصل مع أي شخص آخر متورط في القضية لمدة 55 يومًا.
تُتهم بالاحتيال وخيانة الأمانة، وإساءة استخدام السلطة، وعرقلة سير العدالة، والكشف عن معلومات من قِبل موظف عام. وقد دفع المدعي العام العسكري المنتهية ولايته كفالة قدرها 20 ألف شيكل، لكن الشرطة لم تطلب إيداع جواز سفرها ومنعها من مغادرة البلاد.
العثور على هاتف المدعية العامة الإسرائيلية
عثرت شرطة الاحتلال على هاتف المدعية العامة الإسرائيلية المفقود لأكثر من 115 ساعة، ببطارية 50%، وهو ما أثار دهشة المحققين، وفق ما ورد عن موقع “emess” العبري.
وفقًا للموقع العبري، فقد عثر أحد الأشخاص في شاطئ الجرف على هاتف المدعية العامة الإسرائيلية، وقال: “كنت أسبح ورأيت شيئا يلمع، أخرجته من الماء وكان جهازا عليه صورة ضابط الشرطة”.
وتساءل أحد المحققون: “مرّت ١١٥ ساعة على الأقل منذ اختفاء الهاتف، والآن عُثر عليه مشغّلا ببطارية ٥٠٪؟ لا يوجد هاتف ببطارية كهذه”.
واصلت فرق الغواصين في تل أبيب عمليات البحث عن هاتفها المفقود، والذي يعتقد أنه يحتوي على أدلة مهمة في القضية، وأكدت الشرطة، أن الإفراج لا يعني انتهاء التحقيقات، مشيرة إلى أن "الاستجوابات ستستكمل داخل منزلها تحت الإشراف الكامل".
وتعد هذه القضية واحدة من أكثر الفضائح حساسية داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، إذ تكشف عن عمق الانقسامات والارتباك داخل المنظومة الأمنية منذ بدء الحرب على غزة، وتسلط الضوء على أزمة الثقة بين الجيش والرأي العام الإسرائيلي.
الفيديو المُسرب
نشرت القناة 12 الإسرائيلية، الصيف الماضي، الفيديو الجدلي الذي سربته المدعية العسكرية الإسرائيلية، والذي يوثق تعذيب جنود الاحتلال لأسير فلسطيني في معسكر سدي تيمان في صحراء النقب، والذي أثار موجة غضب كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، فقد أصيب الأسير الفلسطيني بتمزق في الأمعاء، بجانب إصابة بالغة في فتحة الشرج والرئتين، وكسور في الأضلاع.



