مرض فقدان الشهية العصابي.. أسبابه وتشخيصه وطريقة علاجه

مرض فقدان الشهية العصابي هو اضطراب نفسي معقد يتطلب علاجًا شاملاً ومتعدد التخصصات إذا تم تشخيصه مبكرًا، يمكن علاج المرض بشكل فعال واستعادة صحة المريض الجسدية والنفسية من خلال الدعم الطبي والنفسي، والعلاج السلوكي المعرفي، يمكن للمريض تعلم كيفية التغلب على المخاوف المرتبطة بالطعام والصورة الجسدية، واستعادة علاقة صحية مع الطعام والجسم.
مرض فقدان الشهية العصابي
(Anorexia Nervosa) هو أحد اضطرابات الأكل النفسية التي تتميز بفقدان شديد للشهية بسبب الخوف المفرط من زيادة الوزن، بالإضافة إلى صورة الجسم المشوهة التي يعاني منها المريض.
يعتبر هذا المرض من أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا، ويؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للفرد، وتتعدد أسباب المرض بين العوامل النفسية والاجتماعية والبيولوجية، كما أن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يحسن من فرصة الشفاء.
في هذا التقرير، سنتناول عبر نيوز روم أسباب مرض فقدان الشهية العصابي، كيفية تشخيصه، والطرق المختلفة لعلاجه.
أسباب مرض فقدان الشهية العصابي
العوامل النفسية: غالبًا ما يرتبط مرض فقدان الشهية العصابي بعوامل نفسية قوية، حيث يشعر المريض في كثير من الأحيان بعدم الرضا عن صورته الجسدية، مما يدفعه إلى محاولة السيطرة على وزنه من خلال تقليل الطعام بشكل مفرط. يمكن أن يكون القلق والاكتئاب جزءًا من الصورة النفسية للمريض، حيث يعزز الشعور بالسيطرة على الطعام أو الوزن من تقدير الذات لدى الشخص، وقد يكون للمريض أيضًا رغبة شديدة في تحقيق معايير الجمال المجتمعية التي تروج للنحافة كرمز للجمال والنجاح.
العوامل البيولوجية: تشير الأبحاث إلى أن هناك بعض العوامل البيولوجية التي قد تلعب دورًا في تطوير مرض فقدان الشهية العصابي.
من بين هذه العوامل، يمكن أن تكون هناك اضطرابات في التوازن الكيميائي في الدماغ، خصوصًا تلك المتعلقة بالمواد الكيميائية مثل السيروتونين والدوبامين، اللتين تلعبان دورًا في تنظيم المزاج والشعور بالجوع.
بعض الدراسات تشير أيضًا إلى أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من اضطرابات الأكل أو مشاكل نفسية قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
العوامل الاجتماعية والثقافية: تعتبر العوامل الثقافية والاجتماعية من العوامل المهمة التي قد تساهم في تطور مرض فقدان الشهية العصابي، في المجتمعات التي تعزز من معايير الجمال المرتبطة بالنحافة، قد يشعر الأفراد بضغط كبير للامتثال لتلك المعايير، في مثل هذه البيئة، تصبح المعتقدات الخاطئة عن الأكل والوزن جزءًا من الثقافة السائدة، مما يؤدي إلى تطور اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصابي.
العوامل العائلية: تشير الدراسات إلى أن أفراد الأسرة الذين يميلون إلى السيطرة أو الذين يظهرون معايير غير واقعية للجمال قد يساهمون في زيادة خطر الإصابة بفقدان الشهية العصابي، بالإضافة إلى ذلك، قد تتسبب الأجواء الأسرية التي تشمل النزاعات أو الضغط العاطفي في تعزيز المشاكل النفسية التي تقود إلى اضطراب الأكل.
تشخيص مرض فقدان الشهية العصابي
تشخيص مرض فقدان الشهية العصابي يتطلب تقييمًا دقيقًا من قبل متخصص في الصحة النفسية أو أطباء التغذية. يعتمد التشخيص على مجموعة من العوامل التي تشمل التاريخ الطبي والنفسي للمريض، وكذلك فحص الأعراض الجسدية والنفسية المرتبطة بالمرض.
التاريخ الطبي والنفسي: يتضمن هذا تحديد سلوكيات المريض الغذائية ومخاوفه المتعلقة بالوزن والصورة الجسدية، كما يتم البحث في القلق الزائد بشأن الوزن، والأفكار السلبية حول الطعام والجسم، يمكن أن يعاني المرضى أيضًا من أعراض الاكتئاب أو القلق، مما قد يساهم في تعقيد التشخيص.
الأعراض الجسدية: يعتمد التشخيص أيضًا على فحص الأعراض الجسدية التي قد تظهر نتيجة لفقدان الوزن الشديد.
من أبرز هذه الأعراض: انخفاض الوزن بشكل ملحوظ، والشعور بالتعب المستمر، وتساقط الشعر، وتغيرات في الدورة الشهرية لدى النساء، وزيادة سرعة ضربات القلب أو انخفاض ضغط الدم، كما قد يعاني المرضى من مشاكل صحية أخرى مرتبطة بسوء التغذية.
اختبارات أخرى: في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بإجراء اختبارات طبية إضافية، مثل فحوصات الدم أو فحوصات العظام، للتأكد من وجود أية مشاكل صحية ناتجة عن فقدان الوزن أو سوء التغذية، مثل نقص الفيتامينات أو المعادن.
علاج مرض فقدان الشهية العصابي
علاج مرض فقدان الشهية العصابي يتطلب نهجًا متعدد الأبعاد يتضمن العلاج النفسي، والدعم الطبي، والعلاج التغذوي، ويكون الهدف من العلاج هو استعادة الوزن الصحي، ومعالجة المخاوف المتعلقة بالجسم، وتحقيق التوازن النفسي والعاطفي.
العلاج النفسي: يعتبر العلاج النفسي هو الأساس في علاج فقدان الشهية العصابي، من بين العلاجات النفسية الفعالة في هذا المجال:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يعد هذا النوع من العلاج من أكثر العلاجات النفسية فاعلية في التعامل مع اضطرابات الأكل، ويساعد العلاج السلوكي المعرفي المرضى على تغيير الأنماط الفكرية السلبية المتعلقة بالطعام والجسم، ويعمل على تطوير استراتيجيات جديدة للتعامل مع الضغوط والمشاعر السلبية.
- العلاج الأسري: في بعض الحالات، يكون العلاج الأسري ضروريًا، حيث يساهم في تحسين العلاقات الأسرية وتوفير بيئة داعمة للمريض، ويتضمن هذا العلاج مساعدة العائلة في فهم المرض وتقديم الدعم العاطفي اللازم.
العلاج الطبي: في الحالات الشديدة، قد يحتاج المريض إلى تدخل طبي لإعادة توازن الجسم، يمكن أن يشمل ذلك العلاج في المستشفى في حالات فقدان الوزن الشديد أو التهديدات الصحية الأخرى، يساعد الأطباء في معالجة المشاكل الصحية الناتجة عن المرض، مثل نقص الفيتامينات والمعادن، وتحسين الحالة الصحية العامة للمريض.
العلاج التغذوي: يعتبر الدعم التغذوي جزءًا أساسيًا من العلاج، يهدف الأطباء المتخصصون في التغذية إلى مساعدة المريض في استعادة وزنه بطريقة صحية وآمنة، مع تقديم خطط غذائية مدروسة وفقًا لاحتياجاته الصحية، يشمل هذا العلاج إدخال الطعام تدريجيًا وبطريقة صحية لتجنب الأضرار الناتجة عن الوجبات الغذائية غير المتوازنة.
الأدوية: في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية مضادة للاكتئاب أو القلق للمساعدة في تقليل الأعراض النفسية المرتبطة بالمرض، لا تعتبر الأدوية بديلاً للعلاج النفسي أو التغذوي، لكنها قد تكون مفيدة في بعض الحالات كجزء من خطة العلاج الشاملة.