«ارفع رأسك.. انطلق وأبدع».. رسالة الأوقاف لـ اليتيم في خطبة الجمعة غدًا

يؤدي أئمة وزراة الأوقاف، غدًا الجمعة الرابع من إبريل 2025- الخامس من شهر شوال 1446 هجريًا، موضوع خطبة الجمعة الأولى من شوال تحت عنوان: «فأما اليتيم فلا تقهر».

موضوع خطبة الجمعة الأولى من شوال

وقالت الأوقاف في موضوع خطبة الجمعة الأولى من شوال، إنه يكفي اليتيم شرفًا ورفعة وسموًا ومكانة أنه ينتسب إلى الجناب النبوي المعظم صلوات ربي وسلامه عليه الذي ولد يتيمًا، فأدبه ربه فأحسن تأديبه ورباه فما أعظم تربية الإله! يقول الله جل جلاله: {ألم يجدك يتيما فآوى}، فهنيئا لليتيم تشبهه بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؛ إذ شمله صلى الله عليه وسلم برحمته، وأحاطه بعنايته، ومد له يد العون والإمداد، وحباه بجميع وسائل العطاء والإسعاد، وجعل كفالته طريق الرفقة النبوية والصحبة المصطفوية في جنة رب البرية، فكانت تلك البشرى المحمدية «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى».

وتابعت الأوقاف في موضوع الجمعة الأولى من شوال بالقول: «أيها الناس، إن رؤية اليتيم تبعث فينا أبهى صور الإكرام والإحسان والجبر لهذا المخلوق المكرم الممدود بمدد الله جل جلاله، وتستثير في نفوسنا معاني البذل والعطاء، لنستشعر دفء القرب من قلوب عطشى إلى من يحنو عليها ويرفق بها، ونتدبر قول ربنا جل جلاله:  {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون}».

فأما اليتيم فلا تقهر.. الأوقاف تكشف موضوع خطبة الجمعة الأولى من شوال

خطبة الجمعة اليوم.. خطيب الجامع الأزهر ناعيا «المحرصاوي»: كرّس حياته للعلم والدين والوطن

وشددت في خطبة الجمعة الأولى من إبريل: «ليكن حالنا أيها النبلاء مع اليتيم ابتسامة حانية، وكلمة طيبة، وتفقدا لأحواله، كن أيها المكرم لليتيم أبا وسندا وعائلا، واعلم أن مسحة واحدة على رأس يتيم حبا وحنانا وعطفا وإحسانا كافية لتليين قلبك وتنوير روحك، إليك هذا الترياق المحمدي المجرب: «إن أردت أن يلين قلبك فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم».

وأضافت: «أيها المكرمون، اعلموا أن اليتيم ليس رقما في إحصائية، بل هو إنسان مكرم مصان، له حقوق، وله طموحات، وله أحلام تستحق أن تعانق السماء، إن اليتيم غصن يحتاج إلى تربة خصبة من الرعاية والاهتمام والتعليم والتطوير لينمو شامخا، وليثمر عطاء وتقدما ورقيا في مجتمعه، فلنمد إلى اليتيم أيادينا بحب، ولنستمع إلى تطلعاته بإنصات، ولنزرع في قلبه بذور الثقة بالنفس والإيمان بالمستقبل، لنكن له العائلة الكبيرة التي تعوضه عن بعض ما فقد، ليتجلى علينا قول الله تعالى: {ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير}، وبيان نبينا صلوات ربي وسلامه عليه: «خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه».

وأكدت: «يا أيها الناس انتبهوا! إن التقصير في حق اليتيم أو الاعتداء عليه أو على ماله بأي صورة جريمة شرعية ونقيصة إنسانية حذر منها الشرع المقدس تحذيرا بالغا، وهذه زواجر قرآنية تخلع القلوب لمن يفكر في إهانة يتيم أو التجاوز في حقه، يقول الله جل جلاله:  {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا}، ويقول سبحانه: {أرأيت الذي يكذب بالدين * فذلك الذي يدع اليتيم}، ويقول جل ذكره: {فأما اليتيم فلا تقهر}. وهذه رسالة إلى كل يتيم في هذه الدنيا، ارفع رأسك، انطلق، أبدع، تألق، اكتشف، اخترع، فكم من قصص ملهمة لأيتام غيروا مجرى التاريخ، وحاديك سير الثوري، والبخاري، وابن الجوزي، والشافعي، وشعراء ومفكرين ومخترعين؛ لترى أن اليتم قد يصنع المعجزات!